جيل بأكمله يعرف لغة الكمبيوتر والإنترنت ومواقع الشات والفيس بوك بل ويتقنها أعظم اتقان ومع المؤسف فإن ثمة ذوبانا في هذا العالم من الأغلبية منهم جعلته يستعيض به عن التواصل الحقيقي وتكوين العلاقات الإنسانية الحقيقية‏.‏


لا أعرف هل هو رثاء لقيم الحب والصداقة الحقيقية؟‏!‏ أم أن الفكرة كلها تنصب علي الرغبة في العيش في يوتوبيا أو المدينة الفاضلة‏ ؟‏!!‏ تلك المدينة التي تتغلف بغلاف ساحر يبهرك انبهارا يجعلك تنسي أنها ما هي إلي درب من دروب الخيال‏.
‏
نعم هذه الوسائل هي سلاح ذو حدين‏,‏ لكن للأسف أن أغلبية الشباب قد انزلقوا في سلبياتها ويبدو أن السم في العسل‏‏ كما يقال‏!!‏ كثيرون يهربون من الواقع إلى هذا العالم‏,‏ والمفترض أنه عالم مذهل في مجال الارتقاء بالفكر والثقافة ولاغنى عنه في مجال المال والأعمال‏,‏ ولا مناص منه للإطلاع على أمور كثيرة عن العالم‏,‏ وتزويدنا بخبرات وسيل من المعلومات التي تفيد.. لا أحد ينكر هذا.
وليت الاهتمام به يقتصر فقط علي هذه النواحي الايجابية وأن نكتفي بهذا الجانب فعلا ونطرح أي جوانب أخري جانبا‏,‏ إنما أن يكون الهدف هو نسيان الواقع والهروب منه إلي عالم اعتقدنا سهوا أوعمدا أنه عالم مثالي يشع خيرا نورانيا‏!!‏ فان الوصول إلي مثل هذا التفكير أو ذلك الاعتقاد حتما ينذر بوقوع مالا يحمد عقباه‏!‏

مهما كانت لنا خبرات سيئة مع الاشخاص الحقيقيين في حياتنا فذلك أفضل مئات المرات من ان تصبح لنا خبرات سيئة مع الاشخاص الوهميين‏!‏
ومهما افتقدنا إلي تكوين العلاقات الإنسانية السوية علي أرض الواقع‏,‏ فإنا لن نصل من أرض الخيال إلا إلي علاقات إنسانية أغلب معالمها الاساسية هي الزيف والكذب والنفاق حتي وان بدا لنا عكس ذلك في بداية الأمر‏.‏
التواصل الإنساني مع أناس من لحم ودم علي أرض الواقع‏,‏ مهما كانت تجاربه أو خبراته مليئة بالفشل والحسرة فإن ذلك أفضل عشرات بل مئات وآلاف ودعنا نجعلها ملايين المرات من التواصل مع شخصيات هلامية لن تضيف بمقدار ما تأخذ‏