من هنا اجعل موضوعك تحفه فنيه لاجبار المشاهد على قرأته كاملا

من طرف **eljan** الأربعاء أغسطس 17, 2011 6:01 am

مساء

الورد

صباح

العسل

.
.

لم أصدم بشيءٍ في الحياة ..

بقدر ما صُدمت بنفسي

نعم

أحياناً

بل كثيراً

أصدم بنفسي

ولا أعرفها ...

وكأنها ليست أنا

وكأنها غيري

وكأنني هجرتها .....وسكنتني روحُ اخرى

لم أتعرّف على نفسي ........
حينما كنت ....أبعثر في صورٍ قديمه تقتنيها أمي

وعثرت على صورة طفل حديث الولاده

بوجهه الصغير

وملامح لا تكاد تظهر

وملابس بيضاء

لا تفرق أن كان هذا الطفل ....ذكرُ ام أنثى

تاملته كثيراً

وتأملت عيناه

ونظرته

ولم أتعرف أليه

وحينما قلبت الصوره

قرأت خلفها أسمي ........

كانت هذه صورتي بعد ولادتي بأيام

لم أعرف نفسي

حينها أدركت

كم أننا نولد متشابهين

وكم أننا نولد ........أبرياء......متشابهي الملامح
متشابهي الصوره

متشابهي الملابس

وكم اننا نتغير أن كبرنا

ألى درجة أننا

لا نتعرف على أنفسنا

.
.
.

لم أتعرف على نفسي .....

حينما ...قرّرت أن أرحل

عن كل ما أحب

عن حياتي

ذكرياتي

كل ما يخصني

وكل ما يهمني

تركته خلفي

لا

بل رميته خلفي
ورحلت

بل هربت

هربت خوفاً

وانا التي كنت ولا زلت أردد عبارة أني لا أخاف ألّا الله

لم أتعرف على نفسي

وأنا ألملم كلّ ما خف وزنه ....وغلا ثمنه كي أسارع بالهروب

خوفاً من أجبن الناس

لم أتعرف على نفسي

وأنا أرى كل ما أحب ......يؤخذ مني .....وأنا أردد عبارة ....

المهم أنني مازلت أتنفس

وانا التي دائما رددت واردد عبارة ...الموت بكرامتي
خيرُ لي من الحياة بعيداً عنها

حينها أدركت
كم أن البشر ضعيفُ امام ...انفاسه

وكم يضحّي في سبيل بقائها

وكم يهجر نفسه

ويتنكرّها

كي يبقى ذلك النفس على قيد البقاء....
.
.
.
.
.
.

لم أتعرّف على نفسي........

حينما أصابتني مصيبةُ ما

وجزعت من رحمة الله

ووقفت امام نافذتي

وبدل من أن اشكره على كل شيء

وبدل من أن اطلب رحمته

وغفرانه

وبدل من أن أقل له ربّي أنت حسبي ونعم الوكيل

وقفت أعاتبه

واسأله ....لماذا

وأعلي صوتي امامه

وانا التي كنت ولازلت أقول ...........ان الله هو الأحنّ علينا

هو الأرئف بنا

هو الأعلم بحالنا

حينها أدركت

انني يوماً لم أكن مؤمنه بدرجة أن أكون من الشاكرين

القانعين

الراضين بما أصابهم

المتوكلين على الله في حزم الامور

.
.
.
.
.
.

لم أتعرف على نفسي ......

وأنا أقف مع حشدٍ من زملائي

وأمام حشدِ من أساتذتي

أردد قسم التخرّج

قسم أن أكون طبيباً يراعي حرمة مريضه

وأسرار مريضه

ياتي على نفسه

ووقته

وراحته

وبيته

لينقذ مريضه

أقسمت بشرفي ومقدساتي

وأنا بالامس ....بل قبل لحظات

كنت طفلةً لا تفهم شيئاً

أخاف من الذهاب ألى الطبيب

بل أكره الطبيب

لأنه يجبرني على اخذ الدواء المر

والتزام الفراش

ويمنعني من اللعب

وانا لا أتوقف عن كرهه

وبغضه

لم أعرف ....أنه سيكون انا

وكأنني كنت أكره نفسي

و

وأبغض نفسي

وكأنني لست أنا التي حلمت طويلاً أن أكون هو ....

والآن اصبحت هو

ولكنني ما زلت أكره الذهاب أليه

.
.
.
.
.

لم أتعرف على نفسي .....

وانا أحب بهذا القدر

وأسهر .....ليس حزناً ولا شوقاً

بل أسهر حباً

أسهر عشقاً

لم أتصور ...أنني يوماً ...ساكون ملكاً لرجل

يشكلني كيف يشاء

ويحولني كيف يشاء

الى أنثاه

طفلته

أمه

صديقته

أو حتى صديقه

وانا التي يوماً لم أعتقد بوجود شيءٍ أسمه الحب

أنا التي سخرت كثيراً ممّن أحبوا

لم أصدق نفسي

وأنا أمنحه قلبي

وروحي

وأحلى

وأغلى ما املك

لم أصدق أنني

حين ذهبت معه وحدي

ألى ذلك المكان الذي لطالما جمعني باهلي وأصدقائي

وأغلى من عرفت

نسيتهم كلّهم

وكأنه صار كلّهم

وكانه صار

أمي

ابي

صديقي

حبيبي

أبني

وكأنه صار كل ّالدنيا

وكأنني أدركت حينها

ان عمري الذي مضى قبل أن أعرفه

لم يكن عمري

بل تلك التي عشت معها قبله

لم تكن أنا

الآن أنا

أصبحت انا

الآن عرفت نفسي
.
.
.
.
.