كلية علوم شبين جامعة المنوفية
هذه الرساله تفيد بأنك غير مسجل .

ويسعدنا كثيرا إنضمامك لنا . الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) 809524

الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) 156752

الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) 89N47644


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

كلية علوم شبين جامعة المنوفية
هذه الرساله تفيد بأنك غير مسجل .

ويسعدنا كثيرا إنضمامك لنا . الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) 809524

الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) 156752

الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) 89N47644
كلية علوم شبين جامعة المنوفية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه)

اذهب الى الأسفل

الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) Empty الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه)

مُساهمة من طرف mahmoud elesaway الخميس أغسطس 25, 2011 4:03 pm


الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) 532093299

عذاب القبر


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرورأنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنلا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وحبينا محمداً عبده ورسوله وصفيهمن خلقه وخليله.. أدَّى الأمانةَ، وبَلَّغَ الرسالةَ، ونَصَحَ الأمةَ، وكشف الله بهالغمة ، جاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، اللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياعن أمته ورسولاً عن دعوته ورسالته وصلى اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابهوأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين...

أولاً: الأدلة على عذاب القبر ونعيمه.

ثانياً: أسباب عذابالقبر.

ثالثاً: ما السبيل للنجاة من عذاب القبر؟

فأعرني قلبك وسمعكأيها الحبيب الكريم واللـه أسال أن يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنهإنه ولي ذلك والقادر عليه.

أولاً: الأدلة على عذاب القبر ونعيمه

نحناليوم في أمس الحاجة لهذا الموضوع الذي نحن بصدده فهو من الأهمية بمكان لا سيما بعدما قرأنا على صفحاتٍ سوداء في مقال أسود بعنوان " عذاب القبر خرافات وخزعبلات "!!

هكذا يعنون لمقاله فضيلة الأستاذ الدكتور ثم يتطاول هذا الأستاذ الدكتورالجريء فيقول: "إن جميع الأحاديث التي وردت في مسألة عذاب القبر مجرد خرافات"!!!،ثم أظهر جهله الفادح، فقال: "إن عذاب القبر غيب والقرآن بَيَّن لنا أن النبي لايعلم الغيب"!! جهل مركب..!

معنى ذلك يا فضيلة الدكتور أنه ينبغي أن ننكرونكذب كل أمر غيب أخبرنا به المصطفى ، كالإيمان باللـه، وكالإيمان بالملائكة،وكالإيمان باليوم الآخر وكالإيمان بالقدر خيره وشره ...إلى سائر الغيبيات التي أخبرعنها رسول اللـه .

نسي هذا المسكين قول رب العالمين في سيد المرسلين: وَمَايَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [النجم: 3-5] .

أما تقرأ يا مسكين في سورة البقرة قوله تعالى: ألم ذَلِكَالْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَبِالْغَيْبِ [ البقرة :1-2].

وتمنيت يا فضيلة الدكتور لو قرأت من جديد هذهالآيات، إن أول صفة من صفات المؤمنين الإيمان بالغيب.

وخرج علينا أستاذ آخرفكتب كتاباً ضخماً يزيد عن الثلاثمائة صفحة، ينفي فيه من أول صفحة إلى آخر صفحةعذاب القبر ونعيمه، يلوي أعناق النصوص لياً عجيباً، وها أنا الآن أرد على هؤلاءالمتطاولين المكذبين المنكرين، الذين قال عنهم الإمام القرطبي والإمام الحافظ ابنحجر: "لم ينكر عذاب القبر إلا الملاحدة، والزنادقة، والخوارج، وبعض المعتزلة، ومنتمذهب بمذهب الفلاسفة، وخالفهم جميع أهل السنة "

وقال الإمام أحمد رحمهاللـه: "عذاب القبر حق ومن أنكره فهو ضال مضل"

أيها الحبيب: سأقدمُ إليكسيلاً من الأدلة الصحيحـة على عذاب القبر من كلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عنالهوى ولن أطيل الوقفة مع القرآن! لماذا؟! ..لأن القرآن حمَّال ذو أوجه كما قال علىبن أبي طالب لابن عباس وهو في طريقه لمناظرة الخوارج.

قال على: يا ابن عباسجادلهم بالسنة ولا تجادلهم بالقرآن فإن القران حمَّال ذو أوجه.

اسـتهلالحديث بين يدي هذا العنصر الهام بمقدمة اقتبسها من كلام أئمتنـا الأعلام وأبدأ هذهالمقدمة بكلام دقيق نفيس للإمام ابن أبي العز الحنفي شـارح العقيـدة الطحـاوية علىشارحها ومصنفها الرحمة من اللـه جل وعلا.

قال: اعلم أن عذابَ القبر هو عذابالبرزخ، وكل إنسان مات وعليه نصيب من العذاب فله نصيبه من العذاب قُبِرَ أو لميُقْبر سواء أكلته السباع أو احترق فصار رماداً في الهواء أو نسف أو غرق فيالبحر.

تأملوا يا من تحكمون العقول في هذا الدليل الذي رواه البخاري ومسلممن حديث أبي هريرة أن النبي قال: ((قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله: إذا مات فحرقوه. ثم ذرّوه، نصفه في البر ونصفه في البحر فواللـه لئن قدر اللـه عليه ليعذبنه عذاباًلا يعذبه أحداً من العالمين. فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم. فأمر اللـه البر فجمعما فيه، وأمر اللـه البحر فجمع ما فيه. ثم قال: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك، وأنتأعلم فغفر اللـه له))([2]).

الشاهد من الحديث أن اللـه أحياه بعدما حُرِقوذُرِىَ رماده في البحر والبر فقال له الملك: كن فكان على الفور.

قالتعالى:إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللـه كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ [ آل عمران: 59 ] .

وقال تعالى: أَوْكَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىيُحْيِي هَذِهِ اللـه بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللـه مِائَةَ عَامٍ ثُمَّبَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَبَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْيَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْإِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَلَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللـه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ البقرة: 259 ] .

وقال تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِيالْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِيقَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىكُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْأَنَّ اللـه عَزِيزٌ حَكِيمٌ [ البقرة: 260 ] .

إن قدرة اللـه لا تحدهاحدود، لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء وأنهي هذه المقدمة بكلام نفيس للإمام ابنالقيم رحمه اللـه تعالى، حيث قال:

"إن اللـه تعالى قد جعل الدور ثلاثة، وهى: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار" ثم قال:"وجعل اللـه لكل دار أحكاماً تختصبها، فجعل اللـه الأحكام في دار الدنيا تسير على الأبدان، والأرواح تبع لها، وجعلالأحكام في دار البرزخ تسرى على الأرواح، والأبدان تبع لها، وجعل الأحكام في دارالقرار تسرى على الأرواح والأبدان معاً"

ثم قال ابن القيم: "واعلم أن سعةالقبر، وضيقه، ونوره، وناره ليس من جنس المعهود للناس في عالم الدنيا".

ثمضرب للناس مثلا عقلياً دقيقاً رائعاً فقال :

"أنظر إلى الرجلين النائمين فيفراش واحد أحدهما يرى في نومه أنه في نعيم، بل وقد يستيقظ وأثر النعيم على وجههويقص عليك ما كان فيه من النعيم، قد يقول لك: الحمد لله لقد رأيتني الليلة وأنا معرسول اللـه ورأيت النبي وكلمت النبي ورد علىّ النبي وقال لي النبي ..الخ

منرأى النبي في المنام فقد رآه حقاً، وأخوه إلى جواره في فراش واحد قد يكون في عذابويستيقظ وعليه أثر العذاب ويقص عليك ويقول: كابوس كاد أن يخنق أنفاسي!!"

هلتدبرت أخي في اللـه في هذا الكلام؟!! الرجلان في فراش واحد هذه روحه كانت فيالنعيم، وهذا روحه كانت في العذاب مع أن أحدهما لا يعلم عن الأخر شيئاً.

هذافي أمر الدنيا فما بالك بأمر البرزخ الذي لا يعلمه إلا اللـه؟!!

مقدمة دقيقةولو تدبرتها لوقفت على الحقيقة.

وأنا أقول: متى كان العقل حاكماً على الشرعوالدين؟!!

لله در عَليّ يوم أن قال: "لو كان أمر الدين بالعقل لكان المسحعلى باطن الخف أولى من المسح على أعلاه"([3]).

إليك الأدلة الصحيحة الصريحةعلى عذاب القبر أستهلها بهذه الترجمة الفقهية البليغة لإمام الدنيا في الحديث - الإمام البخاري - فقد ترجم في كتاب الجنائز باباً بعنوان ((باب ما جاء في عذابالقبر)) وتكفي هذه الترجمة، ولقد فقهَ البخاري في تراجمه كما قال علماء الحديثوعلماء الجرح، وساق البخاري في هذا الباب الآيات الكريمة عن اللـه جل وعلا وروى فيهالأحاديث الصحيحة عن رسول اللـه ، وسأكتفي بآية واحدة استدل بها جميع أهل السنة بلاخلاف على ثبوت عذاب القبر:

قال اللـه تعالى: وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُالْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُالسَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:45-46].

قالجميع علماء أهل السنة: ذكر اللـه في هذه الآية عذاب دار البرزخ وعذاب دار القرارذكراً صريحاً، وحاق بآل فرعون سوء العذاب، النار يعرضون عليها غدواً وعشياً أي: صباحاً ومساءاً هذا في دار البرزخ، ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب: أي: يوم القيامة.

فذكر اللـه عذابين في الآية: عذاباً في الدنيا وعذاباً فيالآخرة عذاب دار البرزخ وعذاب دار القرار.

وقبل أن أزف إليك الأدلة الصحيحةالتي تلقم المنكرين الأحجار أود أن أنوه إلى أن اللـه قد أنزل على النبي وحيينوأوجب اللـه على عباده الإيمان بهما ألا وهما القرآنُ والسنة الصحيحة.

انطلقهؤلاء المنكرون وقالوا: كفانا القرآن وظنوا أنهم - بهذه الدعوى التي يغنى بطلانهاعن إبطالها، ويغنى فسادها عن إفسادها - أنهم قد خدعونا واللـه ما خدعوا إلاأنفسهم.

من كَذَّبَ بالسنة الصحيحة فقد كفر بالقرآن..ومن رد السنة فقد ردالقرآن.

تدبر معي آيات اللـه عز وجل: وَمَـا ءَاتَـاكُـمُ الرَّسُـولُفَخُـذُوهُ وَمَـا نَهَـاكُـمْ عَنْـهُ فَانْتَهُـوا وَاتَّقُوا اللـه إِنَّ اللـهشَدِيدُ الْعِقَابِ [الحشر:7].

وقال تعالى: من يطع الرسول فقد أطاع اللـهومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً [النساء:80].

وقال تعالى: فَلا وَرَبِّكَلا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوافِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [ النساء: 65 ] .

وقال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللـهوَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْيَعْصِ اللـه وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا [الأحزاب: 36 ] .

وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَيَدَيِ اللـه وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللـه إِنَّ اللـه سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِالنَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْتَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [ الحجرات:1-2].

فالسنةحكمها مع القرآن على ثلاثة أوجه.

قال ابن القيم في إعلام الموقعين: السنة معالقرآن على ثلاثة أوجه:

"الوجه الأول: أن تأتي السنة مؤكدة لما جاء بهالقرآن وهذا من باب تضافر الأدلة.

الوجه الثانى: أن تأتي السنة مبينة وموضحةلما أجمله القرآن.

قال تعالى: وأقيموا الصلاة لكن لم يذكر عدد الصلوات، ولاأركان الصلاة، ولا كيفية الصلاة ولا مواقيت الصلاة، فجاء الحبيب المصطفى لكي يبينلنا عددها وأركانها وكيفيتها ومواقيتها وهكذا.

الوجه الثالث: أن تأتي السنةموجبة أو محرمة لما سكت عنه القرآن، قال المصطفى : ((ألا يوشك رجل شبعان متكيء علىأريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرامفحرموه))، قال المصطفى : ((ألا إن ما حرم اللـه كما حرم رسولاللـه))([4]).

وإليكم الأحاديث الصحيحة التي تثبت أن عذاب القبر حقيقة لاريب:

ففي الحديث الذي رواه أحمد والحاكم وغيره وحسنه الشيخ الألباني "كانعثمان إذا وقف على القبر بكى وإذا ذكر الجنة والنار لا يبكي فقيل له: يا عثمان تذكرالجنة والنار فلا تبكي فإذا وقفت على القبر تبكي، قال عثمان: لقد سمعت رسول اللـهيقول: ((القبر أول منازل الآخرة فإن نجى منه صاحبه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُمنه صاحبه فما بعده أشد منه)).

وانظر إلى هذا الحديث الصحيح قال المصطفىحينما مر على قبرين فقال : ((أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير))، ثم قال: ((أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الأخر فكان لا يستتر من بوله - أو لا يتنزهمن بوله -))([5]).

وَقِفْ مع هذا الحديث الصحيح الذي رواه البخارى ومسلم منحديث ابن عباس رضي اللـه عنهما أن النبي كان يدعو اللـه ويقول: ((اللـهم إنى أعوذبك من عذاب القبر))([6]).

وفي الحديث الذي رواه مسلم وأحمد وابن حبانوالبزار وغيرهم من حديث زيد بن ثابت : ((بينما النبي في حائط لبنى النجار على بغلةله ونحن معه إذ جاءت به (أي البغلة) فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة، أو خمسة، فقال: ((من يعرف أصحاب هذه الأَقْبُر؟)) قال رجل: أنا، قال: ((فمتى ماتوا؟)) قال: فيالشرك، فقال: ((إن هذه الأمة تُبْتَلَى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت اللـهأن يُسْمِعَكُم مـن عذاب القبر الذي أسمع منه)) ثم أقبل علينـا بوجهـه فقال: ((تعوذوا باللـه من عذاب القبر)) قلنا: نعوذ باللـه من عذابالقبر))([7]).

وفى الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضياللـه عنها قالت: ((دَخَلَتْ علىّ امرأة من يهود المدينة فذكرت عذاب القبر فقالتالمرأة لعائشة: أعاذك اللـه من عذاب القبر فلما خرجت اليهودية سألت عائشة النبي عنعذاب القبر فقال: ((نَعَمْ عذاب القبر)) وفى رواية: ((عذاب القبر حق)) فقالت عائشة: ((فما رأيت النبي يصلى بعدها إلا ويستعيذ من عذاب القبر))([8]).

واسمع إلىهذا الحديث العمدة في المسألة، وهو أصل من أصول هذا الباب رواه الإمام أحمد فيمسنده وابن حبان في صحيحه والبيهقي في سننه والنسائي في سننه وأبو داود في سننهورواه الحاكم في المستدرك وصححه على شرط الشيخين وأقره الإمام الذهبي وصحح الحديثالإمام ابن القيم في كتاب تهذيب السنن وإعلام الموقعين وأطال النفس للرد على منأَعَلَّ هذا الحديث وصحح هذا الحديث الشيخ الألباني وغيره من حديث البراء بن عازبأنه قال: خرجنا مع النبي في جنازة رجل من الأنصار فلما انتهينا إلى القبر جلس النبيعلى شفير القبر (حافة القبر) وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير (لا يتكلمون) وفىيد النبي عود ينكـت بـه الأرض ثم رفـع النبـي رأسـه فنظـر وقـال لأصحـابـه: ((استعيذوا باللـه من عذاب القبر، استعيذوا باللـه من عذاب القبر، استعيذوا باللـهمن عذاب القبر)) قالها النبي مرتين أو ثلاثـة ثـم التفـت إليهــم النبي وقال: ((إنالعبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماءملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنةفيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: يا أيتها النفسالطيبة اُخرجي إلى مغفرة من اللـه ورضوان، فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من فيالسِّقَاء فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها فيذلك الكفن، وفى ذلك الحنوط، فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدونبها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلانبن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ،حتى ينتهوا به إلى السماءالدنيا، فيستفتحون له ،فيفتح له، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها،حتى ينتهي إلى السماء السابعة،فيقول اللـه عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليينوأعيدوا عبدي إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى،فتعاد روحه ،فيأتيه ملكان، فيجلسانه فيقولان: من ربك؟ فيقول: ربى اللـه، فيقولانله: ما دينك؟ فيقول ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقولهو رسول اللـه، فيقولان له وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب اللـه فأمنت به وصدقت،فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا لهباباً إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها ،ويفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجلحسن الوجه حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد،فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة، رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي ومالي، وإن العبد الكافر إذا كانفي انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه،معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه،فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من اللـه وغضب، فتفرق في جسده فينتزعها كماينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتىيجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بهافلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلاَّ قالوا: ما هذهالروح الخبيثة؟! فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا فيستفتح له، فلا يفتح له،ثم قرأ لا تفتح لهم أبواب السماء فيقول اللـه عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين فيالأرض السفلى، فتطرح روحه طرحاً فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولانله: من ربك؟ فيقول: هاه.. هاه.. لا أدرى، فيقولان: له ما دينك؟ فيقول: هاه.. هاه.. لا أدرى، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم؟ فيقول: هاه.. هاه.. لا أدرى،فينادي منادٍ من السماء: أن كذب عبدي، فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النارفيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه،قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذى يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد فيقول: من أنت فوجهك الوجه يجئ بالشر؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقمالساعة!!))([9 ]).دل القرآن على عذاب القبر فيمواضع: كقوله تعالى { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهمأخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عنآياته تستكبرون }
خرج ابن حيان في صحيحه من حديث حماد بن سلمة عن محمد بن عمروعن أبي سلمة عن أبي هريرة [ عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله سبحانه وتعالى { فإن له معيشة ضنكا } قال عذاب القبر ]
وقد روى موقوفا وروى عن أبي هريرةمرفوعا

وروى شريك عن ابن إسحاق عن البراء في قوله { وإن للذين ظلموا عذابادون ذلك } قال عذاب القبر

عن ابن عباس في قوله سبحانه وتعالى { ولنذيقنهممن العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر } إنه عذاب القبر

قال قتادة والربيع بنأنس في قوله عز و جل { سنعذبهم مرتين } أحدهما في الدنيا والأخرى هي عذاب القبر

وفي الصحيحين عن مسروق [ عن عائشة أنها سألت النبي صلى الله عليه و سلم عنعذاب القبر قال نعم عذاب القبر حق قالت عائشة فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر ]
وفيهما عن عمرة [ عن عائشة أنالنبي صلى الله عليه و سلم قال إني رأيتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال قالتعائشة فكنت أسمع الرسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك يتعوذ من عذاب القبر ]
وفي صحيح مسلم عن أنس [ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لولا أن لا تدافنوالدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ]
وفي الصحيحين من حديث أبي أيوب الأنصاريقال [ خرج النبي صلى الله عليه و سلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال يهود تعذب فيقبورها ]
ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الروح حدثنا أبو عبد الله محمدبن سنان السلامي التاجر وكان من خيار عباد الله قال جاء رجل إلى سوق الحدادينببغداد فباع مسامير صغارا المسامير برأسين فأخذها الحداد فجعل يحمي عليها فلا تلينمعه حتى عجز عن ضربها فطل الذي باعها عليه فوجده فقال من أين لك هذه المسامير قاللقيتها فلم يزل حتى أخبره أنه رأى قبرا مفتوحا وفيه عظام ميت منظومة بهذه المساميرقال فعالجتها على أن أخرجها فلم أقدر فأخذت حجرا فكسرت عظامه وجمعتها قال وأنا رأيتتلك المسامير قلت وكيف وجدت صفتها قال المسمار صغير برأسين
خرج ابن أبي الدنيامن طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه بينما راكب يسير بين مكة والمدينة إذبمقبرة فإذا رجل قد خرج من قبره يلتهب نارا مصفدا في الحديد فقال يا عبد الله انفخانفخ وخرج آخر يتلوه فقال يا عبد الله لا تنفخ قال وغشي على الراكب وعدلت به راحلتهإلى العرج
فقال وأصبح قد ابيض شعره حتى صار كأنه ثغامة قال فأخبر بذلك عثمانفنهى أن يسافر الرجل وحده
قال ابن أبي الدنيا وحدثنا سويد بن سعيد حدثنا الحكمبن سنان عن عمرو بن دينار قال كان رجل من أهل المدينة له أخت فماتت فجهزها وحملهاإلى قبرها فلما دفنت ورجع إلى أهله ذكر أنه نسي كيسا كان معه في القبر فاستعان برجلمن أصحابه فأتيا القبر فنبشاه فوجدا الكيس فقال للرجل تنح فرده وسوى القبر ورجع إلىأمه فسألها عن حال أخته فقالت كانت توخر الصلاة عن وقتها ولا تصلي فيما أظن بوضوءوتأتي أبواب الجيران إذا ناموا فتلقم أذنها أبوابهم فتخرج حديثهم
وقال أبو الحسنبن البراء حدثنا العباس بن أبي عيسى حدثنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا أبو سنانوهو حي اذهبوا فاسألوه عن هذا قال فلم أذهب أسأله قال مات أخ له فجزع عليه جزعاشديدا قلنا ما يحزنك عليه قال ما حزني عليه لموته ولكن لما فرغت من دفنه سمعت صيحةمن قبره وهو يقول أواه ولا أدري في الثانية أو الثالثة فنبشته حتى بلغت قريبا مناللبن فإذا طوق من نار في كفنه وفي وسطه فأدخلت يدي رجاء أن أقطع ذلك الطوق فأحرقتأصابعي فبادرت إحراقها فإذا يده قد احترقت
قال قلت للأوزاعي هؤلاء اليهودوالنصارى يموت الميت منهم فلا يسمع هذا منهم فقال إن اليهود والنصارى لا يشك أنهمصاروا إلى النار وهذا يريد الله أن يعظكم في ملتكم
من كتاب أهوال القبور
الشيخ الإمام العالم أبو الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخالصالح شهاب الدين أحمد بن رجب رحمه الله تعالى





6) الربا أشد من ستة وثلاثين زنية ، قال " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم ، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية " [وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (3375) ]
• وفي لفظ عند البيهقي من حديث ابن عباس " درهم ربا أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به ".• وأخرج ابن أبي الدنيا البيهقي عن أنس قال: " خطبنا رسول الله ، فذكر الربا وعظم شأنه، فقال: إن الرجل يصيب درهما من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم ".
وأخيـرا فإن مآل الربا إلى قلة وخسران كما جاء عن ابن مسعود عن النبي قال " ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة " [ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ].
-لقد حرم الله تعالى الربا في كتابه العزيز بآيات بينات واضحات0
7-الغلول: الحمد لله ذي الكبرياء و العزة والجلال ، تفرد سبحانه بالأسماء الحسنى وبصفات الكمال ، أحمده سبحانه وتعالى وأشكره عظم من شأن حرمة المال ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا وسيدنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما خطر ذكره على بال وما تغيرت الأيام والأحوال .أما بعد : فاتقوا الله عباد الله فتلك وصية ربكم لكم حيث قال : } يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {([1]).أمة الإسلام تحدثت في الخطبة الماضية عن حرمة مال الفرد المسلم وبينت عظم جرم أكل ذلك المال واليوم أود الحديث إليكم عن الجانب الآخر وهو حرمة مال المسلمين عامة ؛ وهي ما تعرف اليوم بمال الدولة أو المال العام وأتحدث عن هذا الموضوع لأن هناك فئة من الناس لبس عليهم عدوهم إبليس وظنوا أنه من حقهم أن يستخدموا المال العام في أمورهم الخاصة أو أن يأخذوا من هذا المال ؛ واستمعوا لخير الورى يحذر في هذا الأمر أشد التحذير أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ tقَالَ اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْأُتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ : هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، قَالَ: ((فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ)) ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ثَلَاثًا(2) ؛ فانظر يا رعاك الله هذا رجل أدى مال المسلمين كاملاً وأخذ ما أهدي إليه غضب من فعله ذاك رسول الله فكيف بمن أخذ من مال المسلمين ؛ قولوا لكل من أخذ هدية بسبب منصبه ووجاهته انظر إلى حالك بعد يوم واحد من التقاعد كيف يكون حالك ترى الذي أهداك بالأمس لا يكاد يلقي عليك السلام ، فهل كانت هديته لمحبة أم لأمر أخر ؟ فليعتبر من هم اليوم في مناصب ووجاهات بمن سبق قبل أن يعتبر بهم من بعدهم ، قولوا لمن يقبل الهدايا أو الرشاوى في علمه وهو يظن أن لم يره أحد ؟ قولوا له إن لم يراك البشر فإن رب البشر يراك . وإن لم تتب من عملك المشين ذلك فستفضح على رؤوس الخلائق من لدن آدم عليه السلام إلى آخر ما خلق الديان فمن أخذ ظرفاً فيه مبلغ من المال أتى به يحمله على عنقه ، ومن أخذ سيارة يأتي بها على عنقه، ومن أخذ أرضاً يأتي بها على عنقه وهكذا... فمستقل ومستكثر ، وقد يقول قائل ما بال هذا الشيخ يشدد على عباد الله وقد قبل رسول الله والخلفاء الراشدون الهدية ؟ فأقول له : قال مثل هذا القول قوم لعمر بن عبد العزيز واستمع للقصة كما ذكرها صاحب الفتح : "اِشْتَهَى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز التُّفَّاح فَلَمْ يَجِدْ فِي بَيْته شَيْئًا يَشْتَرِي بِهِ , فَرَكِبْنَا مَعَهُ , فَتَلَقَّاهُ غِلْمَان الدَّيْر بِأَطْبَاقِ تُفَّاح , فَتَنَاوَلَ وَاحِدَة فَشَمَّهَا ثُمَّ رَدَّ الْأَطْبَاق , فَقُلْت لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ : لَا حَاجَة لِي فِيهِ , فَقُلْت : أَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّه وَأَبُو بَكْر وَعُمَر يَقْبَلُونَ الْهَدِيَّة ؟ فَقَالَ : إِنَّهَا لِأُولَئِكَ هَدِيَّة وَهِيَ لِلْعُمَّالِ بَعْدهمْ رِشْوَة "(3) . معاشر المتقين إن الأمر جد خطير وليس مما يتهاون فيه أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَسْوَدُ مِنْ الْأَنْصَارِ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْبَلْ عَنِّي عَمَلَكَ قَالَ: ((وَمَا لَكَ؟)) قَالَ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا.قَالَ: ((وَأَنَا أَقُولُهُ الْآنَ مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَلْيَجِئْ بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَ وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى))(4) ؛ أتدرون ما الغلول؟ وما مصيبة الغلول؟ الغلول ولو لشيء يسير قد يذهب بالحسنات العظام بل حتى بالجهاد في سبيل الله أخرج البخاري أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ وَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً إِنَّمَا غَنِمْنَا الْبَقَرَ وَالْإِبِلَ وَالْمَتَاعَ وَالْحَوَائِطَ ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى وَادِي الْقُرَى وَمَعَهُ عَبْدٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ أَهْدَاهُ لَهُ أَحَدُ بَنِي الضِّبَابِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ حَتَّى أَصَابَ ذَلِكَ الْعَبْدَ فَقَالَ النَّاسُ هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((بَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا)) فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِرَاكٍ أَوْ بِشِرَاكَيْنِ فَقَالَ هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ))(5)؛ وهذا دليل على أنه من أسباب عذاب القبر فقولوا لمن يستخدم الأموال العامة في قضاء مصالحه الخاصة اتق الله فإنه لا يجوز لك ؛ هناك طائفة من الموظفين إذا أراد أن يتكلم في الهاتف لغرضه الخاص ويكون الاتصال على هاتف جوال فإنه يضه هاتفه الجوال جانباً ويستخدم هاتف المصلحة التي هو فيها حتى يحمل التكلفة على المصلحة ولا يتحملها هو ، ومنهم من يستخدم السيارة التي أعطيت له من قبل العمل لقضاء مصالح العمل في قضاء مصالحه الخاصة ، أو يستخدم موظفاً يأخذ راتبه من قبل جهة العمل لقضاء حاجاته الخاصة فيستخدم سائق المصلحة على سبيل المثال في توصيل الأولاد إلى المدارس والعودة بهم ، أو في شراء احتياجات البيت من السوق، أو في تسديد الفواتير وهكذا... فأقول له : هذا موظف يأخذ مرتبه من مال المسلمين أو من المؤسسة التي يعمل بها لا لخدمتك خاصة وإنما لخدمة المصلحة عامة فبأي حق حولت خدماته لك بشكل خاص ؟ هل هذا هو ردك لجميل من وثق بك وبأمانتك ووضعك في هذا المكان ؟ أقول له : استمع لتطبيق السلف لمبدأ الورع عن المال العام ؛ فهذا عمر بن عبد العزيز جاءه أحد الولاة وأخذ يحدثه عن أمور المسلمين وكان الوقت ليلاً وكانوا يستضيئون بشمعة بينهما ، فلما انتهى الوالي من الحديث عن أمور المسلمين وبدأ يسأل عمر عن أحواله قال له عمر : انتظر فأطفأ الشمعة وقال له : الآن اسأل ما بدا لك ، فتعجب الوالي وقال : يا أمير المؤمنين لما أطفأت الشمعة ؟ فقال عمر : كنت تسألني عن أحوال المسلمين وكنت أستضيء بنورهم ، وأما الآن فتسألني عن حالي فكيف أخبرك عنه على ضوء من مال المسلمين ، جاءوا له بزكاة المسك فوضع يده على أنفه حتى لا يشتم رائحته – ورعاً عن المال العام – فقالوا يا أمير المؤمنين إنما هي رائحة ؛ فقال: وهل يستفاد منه إلا برائحته ؛ الله أكبر فأين من نظر للمال العام بأنه غنيمة باردة فأخذ ينهب منها بغير حساب من مثل هذه القدوات والقصص في هذا المجال كثيرة ولنرجع لسيرة أبي بكر وعمر وغيرهما لنجد فيها الكثير الكثير .أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : }وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ()مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ{(6) .


وبعد:فاتقوا الله عباد الله وإني أوصيكم ونفسي ولست بخيركم أن نتقي الله في المال العام الذي بين أيدينا؛ وإني أعلم أيها الأحبة في الله أن بعضنا قد يأخذ من المال العام لا على سبيل قصد السرقة والغلول ولكن على سبيل التساهل وعدم الالتفات إلى القضية على اعتبار أنها من المحقرات ؛ فأقول أيها الأحبة في الله لا بد لنا من الحيطة والحذر قبل أن نُفجأ في ذلك اليوم العظيم بتكاثر تلك المحقرات على رقابنا فيطول حسابنا وقد تعظم الندامة ويتمنى المرء في تلك اللحظات أن لو دفع ماله كله ولا يقف مثل ذلك الموقف ويدخل فى الغلول أستخدام أغراض الشركة أو المكان الذى تعمل فيه للغرض الشخصى بدون تصريح مثل استخدام التليفون فى العمل للغرض الشخصى وحتى الأوراق و الأقلام وما شابه ذالك ... ؛ وإني لأعرف رجالاً إذا تسلم أحدهم مرتبه أخرج نسبة منه تطهيراً له من تقصير ارتكبه في عمله أو لاستخدامه بعض مرافق العمل لأمور خاصة أسأل الله العلي العظيم أن يطيب كسبنا وكسبكم وأن يصلح نياتنا ونياتكم وأن يرزقنا وإياكم تقواه وخشيته ظاهراً وباطناً ، إنه سميع قريب مجيب.

-----------------------
([1] ) آل عمران:102.(2)البخاري،كتاب الهبة..،ح(2407).(3) فتح الباري،( بَاب مَنْ لَمْ يَقْبَلْ الْهَدِيَّة لِعِلَّةٍ ).(4) مسلم،الإمارة،ح(3415).(5)البخاري،المغازي،ح(3908).(6 ) إبراهيم:42-43.8-النياحةعلى الميتثبت عن النبى أنه قال إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وفى روايه بما نيح عليه ولكن هناك تفصيل لهذا ...
فقد ورد عن النبي - - كما في حديث عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي - - يعوده مع عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهم، فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال:" قد قضى" قالوا: لا يا رسول الله فبكى النبي - - فلما رأى القوم بكاء النبي - - بكوا فقال:« أَلاَ تَسْمَعُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ، وَلاَ بِحُزْنِ الْقَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا - وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ - أَوْ يَرْحَمُ وَإِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ » (1).

وقد اختلف العلماء في الإجابة عن هذا الحديث على ثمانية أقوال، وأقربها إلى الصواب قولان:
الأول: ما ذهب إليه الجمهور(2)، وهو محمول على من أوصى بالنوح عليه، أو لم يوصِ بتركه،مع علمه بأن الناس يفعلونه عادةً، ولهذا قال عبدالله بن المبارك:( إذا كان ينهاهم في حياته ففعلوا شيئاً من ذلك بعد وفاته، لم يكن عليه شيءٌ)، والعذاب عندهم بمعنى العقاب.

الثاني: أن معنى « يُعَذَّبُ » أي يتألم بسماعه بكاء أهله ويرق لهم ويحزن، وذلك في البرزخ، وليس يوم القيامة؛ وإلى هذا ذهب محمد بن جرير الطبري وغيره، ونصره ابن تيمية، وابن القيم وغيرهما؛ وقالوا:( وليس المراد أن الله يعاقبه ببكاء الحي عليه، والعذاب أعم من العقاب كما في قوله - -:« الْسَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ »، وليس هذا عقاباً على ذنب، وإنما هو تعذيب وتألم)(3).

ورجـح هذا القول الإمام القـرافي (ت:684هـ) - رحمه الله تعالى - فقال:(وهذا الوجه عندي هو الفرق الصحيح، ويبقى اللفظ على ظاهره، ويستغنى عن التأويل، وتخطئة الراوي، وما ساعده الظاهر من الأجوبة كان أسعدها، وأولاها)(4).

قال الإمام النووي(ت:676هـ) - رحمه الله تعالى -:( وإلى هذا ذهب محمد بن جرير الطّبري وغيره. وقال القاضي عياض: وهو أولى الأَقوال, واحتجوا بحديث فيه أن النبي - - زجر امرأة عن البكاء على أبيها وقال: « إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا بَكَى اسْتَعْبَرَ لَهُ صُوَيْحِبَهُ فَيَا عِبَادَ اللَّهِ لا تُعَذِّبوا إِخْوَانَكُمْ » (5).
وقد حكى النووي - رحمه الله تعالى - إجماع العلماء على اختلاف مذاهبهم، على أن المراد بالبكاء الذي يعذب الميت هو البكاء بصوت ونياحة، لا بمجرد دمع العين(6).
والله تعالى أعلم وأحكم والخلاصة والله أعلم أن عذاب الإيلام بسبب رقة الميت على بكاء أهله ونياحتهم صحيح و العقاب أيضا" صحيح إذا أوصى بالنياحة عليه.. أو لم يوصٍ بترك النياحة وكانت من عادة القوم... ويدرأ عنه العذاب أن يوصى بعدم النياحة


--------------------------
(1) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز: باب البكاء عند المريض(الفتح3/527برقم:1304)، وأخرجه مسلم في كتاب الجنائز: باب البكاء على الميت(2/636برقم:924).
(2) المجموع (5/282)، المغني(3/494)، شرح مسلم للنووي(5/325)، نيل الأوطار(4/125).
(3) أحكام الجنائز للألباني(ص:41-42).
(4) الفروق للقرافي(2/296).
(5) شرح مسلم للنووي(5/325)؛ وانظر سبل السلام(2/235).
(6) المجموع (5/282)، وانظر نيل الأوطار(4/128).






mahmoud elesaway
mahmoud elesaway
عضو ماسي
عضو ماسي

ذكر عدد المساهمات : 1524
العمر : 31
الموقع : http://chemineverthing.ahlamontada.net/
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : رايق
تاريخ الميلاد : 12/07/1992
تاريخ التسجيل : 07/02/2011

http://chemineverthing.ahlamontada.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) Empty رد: الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه)

مُساهمة من طرف mahmoud elesaway الخميس أغسطس 25, 2011 4:04 pm


ثانياً: أسباب عذاب القبر:

والحديث عنها له وجها مجمل ومفصل، أما المجمل فإن معصية اللـه عز وجل أصل لكل بلاء وعلى رأس هذه المعاصيالشرك، فإن أعظم زاد تلقى اللـه به هو التوحيد، وإن أبشع وأعظم ذنب تلقى اللـه بههو الشرك، قال اللـه: إنَّ الشِّركَ لَظُلمُُ عَظيِمُُ [ لقمان:13].

أماالتفصيل فسأذكره لكم عن الأمور التى ثبت أنها تؤدى إلى عذاب القبر بدليل خاص ومثال ذالك للتمهيد أنه ذكر النبي كما ذكرت آنفا أن النميمة من أسباب عذاب القبر، وهناك الآنأناس متخصصون في النميمة.

فالنميمة سبب من أسباب عذاب القبر، وأيضا عدمالاستتار من البول، وعدم التنزه منه وهذا ما ذكره النبي في حديثه الذي كنا بصدده منقبل.

أيضا من أسباب عذاب القبر الكذب والربا وهجر القرآن كما في حديث سمرةبن جندب الطويل الذي رواه البخاري الذي لا يتسع المقام لذكره الآن لقد ذكر فيهالنبي من أسباب عذاب القبر الكذب والرياء وهجر القرآن والزنا، والغلول (كل شئ يأخذمن الغنيمة قبل أن تقسم ) ويدخل تحت الغلول السحت والحرام.

فعن أبي قال: خرجنا مع رسول اللـه إلى خيبر ففتح اللـه علينا، فلم نغنم ذهباً، ولا وَرِقاً،غنمنا المتاع والطعام والثياب، ثم انطلقنا إلى الوادي يعنى وادي القرى ومع رسولاللـه عبد له، وهبه له رجل من جذام يدعى رفاعة بن يزيد من بني الضُّبيب، فلما نزلناالوادي قام عبد رسول اللـه يَحُلُّ رحله، فرمي بسهم، فكان فيه حتفه فقلنا: هنيئاًله الشهادة يا رسول الله، فقال رسول اللـه : ((كلا والذى نفسى محمد بيده، إنالشَّمْلَة (إزار يتشح به) لتلتهب عليه ناراً، أخذها من الغنائم يوم خيبر، لم يصبهاالمقاسم)) قال: ففزع الناس فجاء رجل بشراك أو شراكين (الشراك: سير من سيور النعل) فقال: أصبته يوم خيبر فقال رسول اللـه : ((شراك من نار، أو شراكان مننار))([1]).

أيها الأحباب: والسؤال الآن فما السبيل للنجاة من عذابالقبر؟!


mahmoud elesaway
mahmoud elesaway
عضو ماسي
عضو ماسي

ذكر عدد المساهمات : 1524
العمر : 31
الموقع : http://chemineverthing.ahlamontada.net/
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : رايق
تاريخ الميلاد : 12/07/1992
تاريخ التسجيل : 07/02/2011

http://chemineverthing.ahlamontada.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) Empty رد: الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه)

مُساهمة من طرف mahmoud elesaway الخميس أغسطس 25, 2011 4:07 pm


ثالثاً: السبيل للنجاة من عذاب القبر:

أقول لك بإيجاز شديد،أعظم سبيل للنجاة من عذاب القبر أن تستقيم على طاعة اللـه جل وعلا وأن تتبع هدىالنبي .

قال اللـه عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللـه ثُمَّاسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُواوَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِيالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْوَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [فصلت:30-32].

ومن أنفع الأسباب كذلك للنجاة من عذاب القبر ما ذكره الإمامابن القيم في كتابه القيم (الروح)، قال: ومن أنفعها أن يتفكر الإنسان قبل نومه ساعةليذكر نفسه بعمله، فإن كان مقصراً زاد في عمله وإن كان عاصياً تاب إلى اللـه،وليجدد توبة قبل نومه بينه وبين اللـه.

فإن مات من ليلته على هذه التوبة فهومن أهل الجنة ،نجاه اللـه من عذاب القبر ومن عذاب النار.

ومن أعظم الأسبابالتي تنجي من عذاب القبر:

أن تداوم على العمل الصالح كالتوحيد، والصلاة،والصيام، والصدقة، والحج، وحضور مجالس العلم والعلماء التي ضيعها أناس كثيرونوانشغلوا عنها بلهو قتل الوقت.

أيضا من أعظم الأسباب الأمر بالمعروف والنهيعن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، كل عمل يرضي الرب فهو عمل صالح ينجي صاحبهمن عذاب القبر والنار.

وأبشركم... أن من أعظم الأعمال التي تنجي صاحبها منعذاب القبر الشهادة في سبيل اللـه ورد في الحديث الذي رواه الحاكم وحسن إسنادهالشيخ الألباني أن النبي قال: ((للشهيد عند اللـه ست خصال، الأولى: يغفر له مع أولدفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، الثانية: ينجيه اللـه عز وجل من عذاب القبر،الثالثة: يأمنه اللـه يوم الفزع الأكبر، الرابعة: يلبسه اللـه تاج الوقار، الياقوتةفيه خير من الدنيا وما فيها، الخامسة: يزوجه اللـه بثنتين وسبعين زوجة من الحورالعين، السادسة: يشفعه اللـه في سبعين من أهله)).

ولن أترك مكاني هذا إلابعد أن أزف إليكم حديثا يملأ القلب أملا ورضا، والحـديث رواه الـحاكم في المستدركوصححه وأقره الذهبي وصحح إسـناده الشـيخ الألباني في مشكاة المصابيح عن ابن مسعودقال : ((سورة الملك، تبارك الذي بيده الملك، هي المانعة وهى المنجية تنجيه من عذابالقبر))
الأسباب التى تؤدى إلى عذاب القبر مفصلة
الغيبة و النميمة-1

احذروا الثالثوث الخطر
الغيبة، والنميمة، والبهت


الأدلة على تحريم ذلك من الكتاب والسنة والآثار


فضل من رد عن عرض شيخه أو أخيه


المستمع شريك القائل


كفارة الغيبة


لا تمكِّن أحداً أن يغتاب عندك أحداً


هذا الثالوث من أكبر الكبائر، ومن أقبح القبائح، وأرذل الرذائل، لأنه مرعى اللئام، وسمة السفلة من الأنام، وهو ماحق للحسنات، ومولد البغضاء بين الناس.
فالغيبة هي ذكرك أخاك بما فيه مما يكره، سواء كان ذلك في دينه، أوبدنه، أودنياه، أوما يمت إليه بصلة كالزوجة، والولد، ونحوهما، سواء كان ذلك بلفظ، أوكتابة، أورمز، أوإشارة.
والبهت: ذكرك أخاك بما ليس فيه مما يكره.
والنميمة: نقل الكلام من شخص إلى آخر بغرض الإفساد.
وكل ذلك من أحرم الحرام، ومن الكبائر العظام.
الأدلة على تحريم ذلك من الكتاب والسنة والآثار

قال تعالى: "ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه".1
وقال: "ويل لكل همزة لمزة".2
وقال: "هماز مشاء بنميم".3
وفي الصحيح عن أبي هريرة يرفعه إلى الرسول : "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم؛ قال: ذكرك أخاك بما يكره؛ قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".4
وعن أنس قال: قال رسول الله : "لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم".5 وهذا دليل على أنه يعذب بها فى القبر وكذالك حديث أنه مر على قبرين فقال أنهما ليعذبان أما أحدهما فكان لا يسنزه من بوله وأما الأخر فكان يمشى بالنميمة بين الناس
وعن سعيد بن زيد عن النبي قال: "إن من أربى الربا الاستطالة في عِرْض المسلم بغير حق"6
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي : "حسبك من صفية كذا وكذا"، قال بعض الرواة: تعني قصيرة،7 فقال: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته".8
وفي الصحيح: كان رجل يرفع إلى عثمان حديث حذيفة، فقال حذيفة: سمعت رسول الله يقول: "لا يدخل الجنة فتان"، يعني نمام.9
وروي عنه : "يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورات المسلمين يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه وهو في بيته".
وقال : "شراركم أيها الناس المشاءون بالنميمة، المفرِّقون بين الأحبة، الباغون لأهل البر العثرات".
وكان بين سعد وخالد كلام، فذهب رجل يقع في خالد عند سعد، فقال سعد: مه، إن ما بيننا لم يبلغ ديننا.
وقال رجل للحسن البصري: إنك تغتابني؟ فقال: ما بلغ قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي.
وقال ابن المبارك: لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والدي لأنهما أحق بحسناتي.
والغيبة كما تكون باللسان، واليد، والإشارة، تكون بالقلب بسوء الظن، فإذا ظننت لا تتبع ظنك بعمل.
فضل من رد عن عرض شيخه أو أخيه

من حق المسلم على المسلم أن لا يغتابه ولا يبهته، فإذا سمع أحداً وقع فيه ردَّ عنه وأسكته، فقد روي عنه : "من ردَّ عن عرض أخيه ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة"10، وكذلك: "ما من امرئ يخذل مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصره".
المستمع شريك القائل

القائل والمستمع للغيبة سواء، قال عتبة بن أبي سفيان لابنه عمرو: "يا بني نزِّه نفسك عن الخنا، كما تنزه لسانك عن البذا، فإن المستمع شريك القائل".
كفارة الغيبة

الغيبة من الكبائر، وليس لها كفارة إلا التوبة النصوح، وهي من حقوق الآدميين، فلا تصح التوبة منها إلا بأربعة شروط، هي:
1. الإقلاع عنها في الحال.
2. الندم على ما مضى منك.
3. والعزم على أن لا تعود.
4. واستسماح من اغتبته إجمالاً أو تفصيلاً، وإن لم تستطع، أو كان قد مات أوغاب تكثر له من الدعاء والاستغفار.
لا تمكِّن أحداً أن يغتاب عندك أحداً

أخي الكريم نزِّه سمعك ومجلسك عن سماع الغيبة والنميمة، لتكون سليم القلب مع إخوانك المسلمين، فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله : "لا يبلِّغني أحد عن أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم القلب".11
قال ابن عباس: قال لي أبي: "إني أرى أمير المؤمنين ـ يعني عمر ـ يدنيك ويقربك، فاحفظ عني ثلاثاً: إياك أن يجرِّب عليك كذبة، وإياك أن تفشي له سراً، وإياك أن تغتاب عنده أحداً".
روى الأوزاعي أن عمر بن عبد العزيز قال لجلسائه: "من صحبني منكم فليصحبني بخمس خصال: يدلني من العدل إلى ما لا أهتدي إليه، ويكون لي على الخير عوناً، ويبلغني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ولا يغتاب عندي أحداً، ويؤدي الأمانة التي حملها بيني وبين الناس، فإذا كان ذلك فحيهلا، وإلا فقد خرج عن صحبتي والدخول عليّ".
فاشتغل أخي بالتجارة الرابحة، واحذر التجارة الخاسرة الكاسدة.
والله أسأل أن يوفقنا وإياكم لحفظ الجوارح، سيما الفرج واللسان، ومن الوقوع في الحرام، وصلى الله وسلم وبارك على خير ولد عدنان.
2-عدم الإستنزاه والإستتار فى البول
هذا الحديث رواه البخاري (216) ومسلم (292) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ أَوْ مَكَّةَ ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، ثُمَّ قَالَ : بَلَى ، كَانَ أَحَدُهُمَا لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ، ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً . فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا ؟ قَالَ : لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا ، أَوْ إِلَى أَنْ يَيْبَسَا ) .
وفي رواية لمسلم ( لا يَسْتَنْزِهُ عَنْ الْبَوْلِ أَوْ مِنْ الْبَوْلِ ) .
وفي رواية للنسائي (2068) ( لا يَسْتَبْرِئُ مِنْ بَوْلِهِ ) وصححها الألباني في "صحيح النسائي".
قال النووي :
" وأما قول النبي : ( لا يستتر من بوله ) فروى ثلاث روايات : ( يستتر ) بتائين , و ( يستنزه ) بالزاي والهاء , و ( يستبرئ ) بالباء والهمزة ، وكلها صحيحة , ومعناها : لا يتجنبه ويتحرز منه .
"شرح مسلم" (3/201) باختصار .
وقال الحافظ ابن حجر :
قوله : ( لا يستتر ) كذا في أكثر الروايات , وفي رواية ابن عساكر : ( يستبرئ ) ، ولمسلم وأبي داود في حديث الأعمش : ( يستنزه ) .
فعلى رواية الأكثر معنى " الاستتار " أنه لا يجعل بينه وبين بوله سترة يعني : لا يتحفظ منه , فتوافق رواية لا يستنزه ؛ لأنها من التنزه وهو الإبعاد , وقد وقع عند أبي نعيم في المستخرج من طريق وكيع عن الأعمش : ( كان لا يتوقى ) وهي مفسرة للمراد ، وأجراه بعضهم على ظاهره فقال : معناه لا يستر عورته . . .
وأما رواية " الاستبراء " فهي أبلغ في التوقي .
قال ابن دقيق العيد : لو حمل الاستتار على حقيقته للزم أن مجرد كشف العورة كان سبب العذاب المذكور , وسياق الحديث يدل على أن للبول بالنسبة إلى عذاب القبر خصوصية , يشير إلى ما صححه ابن خزيمة من حديث أبي هريرة مرفوعا : ( أكثر عذاب القبر من البول ) أي : بسبب ترك التحرز منه ، قال : ويؤيده أن لفظ " مِنْ " في هذا الحديث لما أضيف إلى البول اقتضى نسبة الاستتار الذي عدمه سبب العذاب إلى البول , بمعنى أن ابتداء سبب العذاب من البول , فلو حمل على مجرد كشف العورة زال هذا المعنى , فتعين الحمل على المجاز لتجتمع ألفاظ الحديث على معنى واحد لأن مخرجه واحد ، ويؤيده أن في حديث أبي بكرة عند أحمد وابن ماجه : ( أما أحدهما فيعذب في البول ) ، ومثله للطبراني عن أنس .
"فتح الباري" (1/318) .
وقال الصنعاني :
ثم أخبر أن عذاب أحدهما ; لأنه كان لا يستنزه من البول , أو لأنه لا يستتر من بوله مِن الاستتار ، أي : لا يجعل بينه وبين بوله ساتراً يمنعه عن الملامسة له , أو لأنه لا يستبرئ , من الاستبراء , أو لأنه لا يتوقاه , وكلها ألفاظ واردة في الروايات , والكل مفيد لتحريم ملامسة البول وعدم التحرز منه .
"سبل السلام" (1/119، 120) .
والخلاصة :
أن ألفاظ الروايات الصحيحة " لا يستتر " و " لا يستبرئ " و " لا يتنزه " وكلها بمعنى واحد كما سبق من كلام الأئمة والخلاف بينها في أصل الكلمة واشتقاقها اللغوي ، فلفظة " لا يستتر " من الاستتار ومعناها : لا يجعل بينه وبين بوله سترة ، و " لا يستبرئ " من الاستبراء وهو الصيانة والحفظ ، ولفظة " لا يتنزه " من التنزه وهو الإبعاد . ونقول كلهم بمعنى قريب أو كلهم مقصود فهو من خلاف التنوع لا خلاف التضاد
السبب الثالث وهو النوم عن الصلاة المكتوبة 4-و الكذب و5- الربا 6-والزنا :
وهى فى الحقيقة مجموعة أسباب ولكن جمع بينها حديث خطير جدا" وهو: رواه البخارى عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: (كان رسول الله مما يكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم من رؤيا؟ قال: فيقص عليه من شاء الله ما شاء الله أن يقصه) كثيراً ما كان عليه الصلاة والسلام يسأل: هل رأى أحدٌ رؤيا؟ فمن رأى رؤيا يقصها على النبي (وإنه قال ذات غداة: إني أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، فأتينا على رجلٍ مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة فيثلغ بها رأسه) أي: يكسره ويشدخه (فيتدهده) أي: ينحط وينحدر (فيتدهده الحجر هاهنا) أي: من هذه الجهة (فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه) القائم الذي التقط الحجر لا يرجع إلى الرجل المضطجع (حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه، فيفعل به مثلما فعل به المرة الأولى، قال: قلت لهما: سبحان الله! ما هذان؟قالا لي: انطلق .. انطلق.قال: فانطلقنا، فأتينا على رجل مستلقٍ لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوبٍ من حديد) أي: الحديدة المعوجة الرأس التي ينزع بها اللحمة من القدر مثل الخطاف (وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه) وجه هذا الرجل المستلقي (فيشرشر شدقه) أي: يشق طرف الفم ويقطعه (إلى قفاه) من الخلف (ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثلما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب، حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود إليه فيفعل به مثلما فعل المرة الأولى.قال: قلت لهما: سبحان الله! ما هذان؟قالا لي: انطلق .. انطلق.فانطلقنا فأتينا على مثل التنور -الفرن- قال: فأحسب أنه كان يقول: فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجالٌ ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا -أي: صاحوا وضجوا- قال: فقلت لهما: ما هؤلاء؟فقالا لي: انطلق .. انطلق.قال: فانطلقنا فأتينا على نهرٍ حسبت أنه كان يقول: أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجلٌ سابح يسبح، وإذا على شاطئ النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة، فيفغر -أي: الرجل السابح- له فاه فيلقمه حجراً، فينطلق يسبح ثم يرجع إليه، وكلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجراً.قال: قلت لهما: ما هذان؟قالا لي: انطلق .. انطلق.قال: فانطلقنا فأتينا على رجلٍ كريه المرآه، كأكره ما أنت راءٍ رجل مرآة، وإذا عنده نارٌ يحشها -يزيدها إشعالاً- ويسعى حولها، قال: قلت لهما: ما هذا؟قال: قالا لي: انطلق .. انطلق.فانطلقنا فأتينا على روضةٍ معتمة فيها من كل لون الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويلٌ لا أكاد أرى رأسه طولاً في السماء، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط.قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟قال: قالا لي: انطلق.. انطلق.قال: فانطلقنا فانتهينا إلى روضة عظيمة لم أرَ روضة قط أعظم منها ولا أحسن، قالا لي: ارق فيها، قال: فارتقينا فيها، فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب المدينة، فاستفتحنا ففتح لنا، فدخلناها فتلقانا فيها رجالٌ شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راءٍ، وشطر كأقبح ما أنت راءٍ.قال: قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، قال: وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض -أي: الخالص- في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا وقد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة.قال: قالا لي: هذه جنة عدن، وهذاك منزلك، قال: فسما بصري صُعُداً، فإذا قصرٌ مثل الربابة البيضاء -أي: السحابة البيضاء المنفردة المجتمع بعضها فوق بعض- قال: قالا لي: هذاك منزلك.قال: قلت لهما: بارك الله فيكما ذراني فأدخله.قالا: أمَّا الآن فلا، وأنت داخله.قال: قلت لهما: فإني قد رأيت منذ الليلة عجباً! فما هذا الذي رأيت؟قال: قالا لي: أما إنَّا سنخبرك.أمَّا الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة.وأما الرجل الذي أتيت عليه يُشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق. وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني.وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجر، فإنه آكل الربا.وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها، فإنه مالك خازن جهنم.وأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم ، وأما الولدان الذين حوله، فكل مولود مات على الفطرة.فقال بعض المسلمين: يا رسول الله! وأولاد المشركين؟فقال رسول الله : وأولاد المشركين.وأما القوم الذين كان شطرٌ منهم حسناً وشطرٌ قبيحاً، فإنهم قومٌ خلطوا عملاً صالحا وآخر سيئاً تجاوز الله عنهم). وسأتكلم عن الأسباب التى وردت فى هذا الحديث الخطير :
3- تأخير الصلاة عن وقتها:
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ،،
أما بالنسبة لحكم تأخير الصلاة عن وقتها فهو محرم وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى : " ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " وقيل ويل هو وادي في جهم تستعيذ النار من شدة حره ،
وقوله تعالى : " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً "
قال الموفق الدين ابن قدامة المقدسي : أجمع المسلمون على أن الصلوات الخمس مؤقتة بمواقيت معلومة محدودة .
وقد ورد عن النبي أنه قال : " إن لله تعالى عمل في النهار لا يقبلها في الليل وعمل في الليل لا يقبله في النهار " او كما قال .

واما بالنسبة لحكم صلاة الجماعة فقط اختلف اهل العلم في هذه المسألة على قولين ؟
ذهب المالكية والشافعية والحنفية إلى أنها سنة مؤكدة .
واستدلوا بحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال : " صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرون درجة " في الصحيحين .
وذهب احمد إلى أنها فرض عين :
واستدلوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : " ولقد هممت أن أمر بالصلاة فتقام ثم أمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق في رجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار " رواه البخاري .
وحديث الأعمى حيث قال رسول الله : " أتسمع النداء فقال نعم فقال له أجب النداء " ، وكذلك أدائها جماعة في حالة الحرب والخوف .
وذهب الظاهرية وشيخ الإسلام إلى أنها شرط واستدلوا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما : " من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر " .
والصحيح المذهب .
قال ابن القيم في كتاب الصلاة : " ومن تأمل السنة حق التأمل تبين له أن فعلها في المساجد فرض على الأعيان إلا لعارض يجوز معه ترك الجمعة والجماعة .
وأحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها وفى رواية فى أول وقتها والله أعلم
4-الكذب

أيها الناس: اتقوا الله تعالى وكونوا مع الصادقين في عبادة الله ومع الصادقين في عباد الله، اصدقوا الله تعالى في عبادته اعبدوه مخلصين له غير مرائين في عبادته ولا مسمعين.
امتثلوا أمره طلبا للقرب منه الحصول على ثوابه. اجتنبوا نهيه خوفا من البعد عنه والوقوع في عقابه لا تبتغوا في عبادته أن يراكم الناس أو يسمعوكم فيمدحوكم عليها، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معه غيره تركه وشركه.
اصدقوا النبي في اتباعه ظاهرا وباطنا غير مقصرين في سنته ولا زائدين عليها اصدقوا الناس في معاملتهم أخبروهم بالواقع فيما تخبرونهم به وبينوا لهم الحقيقة فيما تعاملونهم به ذلك هو الصدق الذي أمركم الله به ورسوله يقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [التوبة:119].
ويقول النبي :((عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا))، لقد بين رسول الله في هذا الحديث أن للصدق غاية للصادق ومرتبة، أما غاية الصدق فهي البر والخير ثم الجنة وأما مرتبة الصادق فهي الصديقية وهي المرتبة التي تلي مرتبة النبوة: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً [النساء:69]. وإن الصادق لمعتبر بين الناس في حياته ومماته فهو موضع ثقة فيهم في أخباره ومعاملته وموضع ثناء حسن وترحم عليه بعد وفاته.
واحذروا أيها المسلمون من الكذب احذروا من الكذب في عبادة الله لا تبعدوا الله رياء وسمعة وخداعا ونفاقا، واحذروا من الكذب في اتباع رسول الله، لا تبتدعوا في شريعته ولا تخالفوه في هديه، واحذروا من الكذب مع الناس، لا تخبروهم بخلاف الواقع ولا تعاملوهم بخلاف الحقيقة، إن المؤمن لا يمكن أن يكذب لأن الكذب من خصال المنافقين: والله يشهد إن المنافقين لكاذبون [المنافقون:1].في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون [البقرة:10]. إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون[النحل:105].
إن المؤمن لا يمكن أن يكذب لأنه يؤمن بآيات الله يؤمن برسوله يؤمن بقول النبي :((إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا))، ما أقبح غاية الكذب وما أسفل مرتبة الكاذب، الكذب يفضي إلى الفجور وهو الميل والانحراف عن الصراط السوي ثم إلى النار، ويا ويل أهل النار.
والكاذب سافل لأنه مكتوب عند الله كذابا، وبئس هذا الوصف لمن اتصف به. إن الإنسان لينفر أن يقال له بين الناس: يا كذاب. فيكفي يقر أن يكتب عند خالقه كذابا، وإن الكاذب لمحذور في حياته لا يوثق به في خبر ولا معاملة، وإنه لموضع الثناء القبيح بعد وفاته.
ولقد قرن الله تعالى الكذب بعبادة الأوثان فقال تعالى: فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور [الحج:30].فهل بعد ذلك سبيل إلى أن يتخذ المؤمن الكذب مطية لسلوكه أو منهجا لحياته.
لقد كان الكفار في كفرهم وأهل الجاهلية في جاهليتهم لا يمتطون الكذب ولا يتخذونه منهجا لحياته أو بلوغ مآربهم، هذا أبو سفيان ذهب قبل أن يسلم في ركب من قريش تجاراً إلى الشام فلما سمع به هرقل ملك الروم بعث إليهم ليسألهم عن النبي قال أبو سفيان: فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه أو عليه.
هكذا أيها المؤمنون، الكفار في كفرهم وأهل الجاهلية في جاهليتهم يترفعون عن الكذب ويستحيون من أن يؤثر عليهم وينسب إليهم، فكيف بكم أنتم أيها المؤمنون وقد حباكم الله تعالى بهذا الدين الكامل الذي يأمركم بالصدق ويرغبكم فيه ويبين لكم نتائجه وثمراته الطيبة وينهاكم عن الكذب ويحذركم منه ويبين لكم نتائجه وثمراته الخبيثة.
إن أبا سفيان في حال كفره تنزه أن يوصف بالكذب ولو مرة واحدة مع أنه كان يرى أن له مصلحة في كذبه عما يخبر به عن رسول الله ، وإن بعض المنخدعين من هذه الأمة ليستمرئ الكذب ويفتي نفسه بحله إما لتهاون بالكذب، وإما لاعتقاد فاسد، يظن أن الكذب لا يحرم إلا إذا تضمن أكل مال، وإما لطمع مادي يتمتع به في دنياه، وإما لتقليد أعمى لا هداية فيه، وكل ذلك خداع لنفسه وتضليل لفكره فالتهاون بالكذب عنوان الرذيلة فالكذبة والواحدة تخرق السياج الحائل بينك وبين الكذب حتى لا يبقى دونه حائل، فالكذب كغيره من المعاصي تستوحش منه النفس المطمئنة الراضية المرضية، فإذا وقعت فيه مرة هان عليها شأنه ثم تقع منه ثانية فيهون عليها أكثر حتى يصبح كأنه سجية وطبيعة، فيكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
والكذب حرام وإن لم يكن فيه أكل لمال الغير بالباطل، إذ لم يكن في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسوله أن تحريمه مشروط بذلك، ولكنه إذا تضمن أكل مال بالباطل كان أعظم جرما وأشد عقوبة، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي عد الكبائر وفيها اليمين الغموس قيل ما اليمين الغموس قال: ((التي يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها كاذب)) [رواه مسلم]. وقال :((من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة فقال: رجل وإن كان شيئا يسيرا قال وإن كان قضيبا من أراك)) [رواه أحمد ومسلم].
إن بعض الناس يكذب ليضحك به القوم فيألف ذلك لما يرى من ضحك الناس ويستمر على عمله فيهون عليه وقد جاء في الحديث: ((ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له)) [أخرجه الثلاثة وإسناده قوي]. ومن ذلك النكت التى هى كذب كان لا يمزح إلا صدقا" ..ويزيد الأمر خطورة لو قلت مرة واحد صعيدى أو منوفى أو أى بلد او قبيلة مسلمة فأنك اغتبت بلد بأكمله ولهم عليك حق يوم القيامة فإن كنت مستغنى عن حسانك فأفعل !!!
وإن بعض الناس يكذب على الصبيان لأنهم لا يوجهون إليه النقد، ولكنه في الحقيقة أوقع نفسه في الكذب وفتح لهم باب التهاون به والتربي عليه، وعن عبد الله بن عامر أن أمه دعته فقالت: تعال أعطك فقال النبي :((ما أردت أن تعطيه؟ قالت: تمرا فقال لها رسول الله : أما إنك لو لم تعطه شيئا لكتبت عليك كذبة)) [رواه أبو داود والبيهقي].
فاتق الله: أيها المسلم اتق الله في نفسك واتق الله في مجتمعك واتق الله في دينك. ألم تعلم أن الدين يظهر في أهله فإذا كان مظهر الأمة الإسلامية مظهر كذب وتقليد أعمى وأكل مال الغير بغير حق فأين المظهر الإسلامي أرأيت إذا ظهر المسلمون بهذا المظهر المشين أفلا يكونون سببا للتنفير عن دين الإسلام، ألا يكونون فريسة لأراذل الأنام؟
إن أعدائهم ليسخرون بهم ويضحكون إذا رأوهم على تلك الحال، كذب في المقال وخيانة في الأمانة، وغدر في العهد وفجور في الخصومة.
وإن أعدائهم ليفخرون عليهم إذا رأوهم يقلدونهم حتى في رذائل الأخلاق التي يحذرهم الإسلام منها.
فعجبا وأسفا لأمثال هؤلاء القوم الذين ألبسوا أنفسهم ما تعروا به أمام أعدائهم واتبعوا سبيل الهالكين وابتعدوا عن سبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
اللهم جنبنا منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء واهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم صل وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
mahmoud elesaway
mahmoud elesaway
عضو ماسي
عضو ماسي

ذكر عدد المساهمات : 1524
العمر : 31
الموقع : http://chemineverthing.ahlamontada.net/
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : رايق
تاريخ الميلاد : 12/07/1992
تاريخ التسجيل : 07/02/2011

http://chemineverthing.ahlamontada.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) Empty رد: الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه)

مُساهمة من طرف mahmoud elesaway الخميس أغسطس 25, 2011 4:10 pm


5-الزنا:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
فلقد حرم الله ورسولهالزنا وبين قبحه وفساده وحذرا العباد من الوقوع فيه، ولشناعته فإن اللهتعالى لم ينهى عن الوقوع فيه فحسب، بل نهى عن القرب منه فقال عز من قائل: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً[الإسراء:32].
والزنا يعتبر من أكبر الكبائر بعد الشرك والقتل، وهو رجس وفاحشة مهلكة وجريمةموبقة تنفر منها الطبائع السليمة، وهو فساد لا تقف جرائمه عند حد ولا تنتهي آثارهونتائجه إلى غاية، وهو ضلال في الدين وفساد في الأخلاق، وانتهاك للحرمات والأعراضوإستهتار بالشرف والمروءة، وداعية للبغضاء والعداوة.
قال أحد العارفين:
الزنا عاره يهدم البيوت الرفيعة ويطاطىء الرؤس العالية، ويسود الوجوه البيضويخرس الألسنة البليغة، ويهوي بأطول الناس أعناقاً وأسماهم مقاماً وأعرقهم عزاً إلىهاوية من الذل والإزدراء والحقارة ليس لها من قرار.
وهو أقدر أنواع العار على نزع ثوب الجاه مهما إتسع، وهو لُطخة سوداء، إذا لحقتأسرة غمرت كل صحائفها البيض وتركت العيون لا ترى منها إلا سواداً حالكاً، وهو العارالذي يطول عمره طويلاً، فقاتله الله من ذنب وقاتل فاعليه.
وقال آخر:
إن الزاني يحط نفسه من سماء الفضيلة إلى حضيض الرذيلة ويصبح بمكان من غضب اللهومقته، ويكون عند الخلق ممقوتاً، وفي دنياه مهين الجانب عديم الشرف منحط الكرامةساقط العدالة، تبعد عنه الخاصة من ذوي المروءة والكرامة والشرف مخافة أن يعديهمويلوثهم بجربه، ولا تقبل روايته ولا تسمع شهادته، ولا يرغب في مجاورته ولا مصادقته.
مفسدة الزنا
إن في الزنا فساد للزاني والزانية، أما فساده للزانية فهي تفسد بهذا العملحياتها وتخسر شرفها وشرف أهلها وتسيء إلى سمعتها وسمعة أهلها، وتفسد فراش زوجها إنكانت ذات زوج وربما أدخلت عليه أولاداً من الزنا فتغش بهم زوجها وينفق عليهم طوالحياته ويرثونه من بعد موته وينتسبون إليه وهم ليسوا بأولاده إلى غير ذلك مما تفسدهالمرأة بسبب وقوعها بهذه الفاحشة، وإن كانت المرأة الزانية غير متزوجة فبالإضافةإلى أنها تفسد بهذا العمل حياتها وتخسر شرفها وشرف أهلها وتسيء إلى سمعتها وسمعةأهلها فإنها بهذا العمل المشين قد صرفت أنظار راغبي الزواج عنها ولا يتقدم لخطبتهاأحد يعرف حالتها حتى ولو كان مجرماً قد عبث بها وأهدر شرفها وكرامتها لأنه يحتقرهاولا يرضاها زوجة له لما يعرفه عنها من الخيانة فتعيش المرأة بعد جريمة الزنا عيشةذل وهوان، لا زوج يحصنها ولا عائل يعولها فتصبح محتقرة ذليلة بين أهلها وذويهاإضافة أيضاً إلى الجناية على سمعة أخواتها مما يقضي على مستقبلهن ويبعد عنهن راغبيالزواج بسبب جنايتها.
وأما فساده للزاني فإنه بالزنا ينكلب ويتولع منه ويصبح كالكلب المسعور في تعلقهبالنساء وقد يكون سبباً في إبتلاء أحد محارمه بالوقوع بمثل هذه الفاحشة عقوبة منالله له فيُهتك عرضه كما هتك هو أعراض الناس ويفتضح أمره ويسقط من أعين الناس ويقلإحترام الناس له.
أضرار الزنا
إن للزنا أضرار كثيرة فمنها:
1 - ضياع النسل والجناية عليه، فالزاني والزانية لو أدركا ما قد يترتب علىجريمتهما التي تنقضي على الفور، لو أدركا ما يترتب عليها من الآثام والزور وغضبالله لهان عليهما أن يفنيا من الوجود ولا يرتكبا تلك الجريمة الشنعاء.
2 - يتسبب الزنا في إختلاط الأنساب وإفساد الأخلاق ويفضي إلى فناء الأمة ويدعوإلى الشقاق والفساد ويسبب إنتشار الأمراض المستعصية التي لم تكن موجودة من قبل كماورد ذلك عن النبيفي قوله: {لم تظهر الفاحشة في قوم حتىيعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا } [رواه ابن ماجة] وصدق رسول اللهفقد إنتشر في هذا الزمنبسبب كثرة الزنا الأمراض الكثيرة الخطيرة، عقوبة من الله تعالى لأهل هذه الفاحشة.
3 - الزنا يعمي القلب ويطمس نوره، ويحقّر النفس ويقمعها ويسقط كرامة الإنسان عندالله وعند خلقه، ويمحق بركة العمر، ويضعف في القلب تعظيم الله وخشيته-4هذا بخلاف الأضرار العامة للمعصية من حرمان الرزق والسكينة والحياة الطيبة ووحشة القلب وعذاب الدنيا والقبر والأخرة 5 - وأول عقوبة الزانى أن يشك فى أقرب الناس إليه لأن الملوث يظن أن كل الناس ملوثين والذي هان عليه الذنب يظن أن الذنب فى ذاته هين وعلى غيره أهون يعيش فى حياة غير مستقرة ما بين إنتظار عقوبة من الله أو خيانة من الناس ثم إن الله يمكن منه حقا" من يخونه قريب كان أم بعيد قال الله تعالى (فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم ) أى أمكن منهم من يخونهم.
أدلة تحريم الزنا
قال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءسَبِيلاً[الإسراء:32].
وقال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاًآخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّوَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُالْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً[الفرقان:69،68].
وقال: {لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن } [متفق عليه].
وقال: {لا يحل دم إمرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنيرسول الله إلا بإحدى ثلاث وذكر منها الثيب الزان } [متفق عليه]. وقالعليه الصلاة والسلام: {ما من ذنب بعد الشرك أعظم عندالله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له }.
عقوبة الزنا
عقوبة جماعية:فإنه لا يقتصر ضرر الزنا على الزناة فقط بل يتعدى إلىغيرهم، فينزل غضب الله على قوم كثر فيهم الزنا، ويكثر فيهم الموت أيضاً، فعن ابنعباس أن رسول اللهقال: {إذا ظهر الزنا والربا في قوم فقدأحلوا بأنفسهم عذاب الله } [رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد]. لذافيجب على جميع المسلمين محاربة الزنا والإبتعاد عن أسبابه كالتبرج والسفوروالاختلاط والغناء والمجلات الماجنة والأفلام والمسلسلات الهابطة الداعية إلى كلفاحشة ورذيلة.
عقوبة فردية:وهي إقامة الحد على الزاني والزانية إذا كانا محصنين وذلكبقتلهما رجماً بالحجارة حتى يموتا لكي يجدا الألم في جميع أجزاء الجسم كما تلذذابجسديهما قال: {الولد للفراش والعار للحجر }، وإن كاناغير محصنين جلدا مائة جلدة بأعلى أنواع الجلد ردعاً لهما عن المعاودة للاستمتاعبالحرام، إضافة إلى فضحهما بين الناس والتشهير بهم.
وإذا أفلت الزناة من عقوبة الدنيا ولم يتوبوا فلهم في الآخرة عذاب أليم فقد روىالبخاري أن رسول اللهقال: {أتاني الليلة آتيان وإنهما إبتعثانيوإنهما قالا لي: إنطلق.. فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقدتحته نار، فإذا إقترب إرتفعوا حتى كاد أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجالونساء عراة فقلت من هؤلاء؟ قالا لي: هؤلاء هم الزناة والزواني }،وجاء في الحديث أيضاً: {أن من زنى بإمرأة كان عليهوعليهما في القبر نصف عذاب هذه الأمة }.. وهذا فقط عذاب القبر أما فيالآخرة فإن عذابهم شديداً فهم يعذبون بوادي أثاما وهو وادي من أدوية جهنم الكبرىنعوذ بالله منه.
قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَايَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَوَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَالْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً[الفرقان:69،68].
فالزاني يشارك المشرك والقاتل نفس العذاب والعياذ بالله ! فهل يليق بعاقل بعدذلك أن يعرض نفسه لمثل هذا العذاب من أجل شهوة عابرة تذهب لذتها سريعاً ويبقىعذابها طويلاً؟!
فيا من خان الأعراض وتعدى عليها وابتغى الفساد في الأرض إن الغيرة من شيم الرجالومن أخلاق النبلاء ومن شعب الإيمان ومن مقتضيات إياك نعبد وإياك نستعين فأين الغيرةممن يتعدى على أعراض الناس،... كم أفسدت بين إمرأة وزوجها وكم جعلت بنتاً حبيسهالجدران في بيتها بعد أن ذبحت عفتها وضيعت شرفها وشرف أهلها وأساءت إلى سمعتهاوسمعة أهلها أينك من الغيرة على محارم الله وأنت تنتهكها؟ وأينك من الغيرة علىمحارمك فالذي يتعدى على محارم الناس لا يغار على محارمه، لأنهن قد يبتلين بمن يتعدىعليهن عُقوبة لك، وكما قيل: ( كما تدين تدان ).
ثم إني أسالك بالله، هل ترضى الزنا لأمك؟ أو أن يتحدث معها أحد ويداعب مشاعرها؟فإن كنت ترضاه فأنت والعياذ بالله ديوث، وما أضنك ترضاه، وإن كنت لا ترضاه لأمك فإنالناس كذلك لا يرضونه لأمهاتهم، وإن كنت لا ترضاه لأختك أو إبنتك أو عمتك أو خالتكفالناس كذلك لا يرضونه لأخواتهم وبناتهم أو عماتهم أو خالاتهم؛ فهل عرضك حرام علىالناس وأعراض الناس حلال لك أما ترحم أمك أو أخواتك أن يُصبن بمثل ما أصبت من محارمالناس، أما ترحم إبنتك أو زوجتك أن يفعل بها مثل ما فعلت أنت ببنات الناس.

يا قاطعاً سبل الرجال وهاتكاً *** سُبل المودة عشت غير مكرم


من يزني في قوم بألفي درهم *** في أهله يزنى بغير الدرهم


إن الزنا دين إذا إستقرضته *** كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم


لو كنت حراً من سلالة ماجد *** ما كنت هتاكاً لحرمة مسلم

وأنت أيتها المرأة يا من هتكت عرضك وعرض زوجك وأهلك بالزنا ومرغتيه في الوحلونزلت به إلى الحضيض، وأفسدت حياتك وحياة أهلك وأسأت إلى سمعتك وسمعتهم من أجل شهوةعابرة أو عرضاً زائلاً من الدنيا، أما تخافين الله كيف طاوعتك نفسك على فعل هذهالفاحشة النكراء! أين ذهب حياءك؟ أين ذهب عقلك؟ هل فكرت بعذاب الله؟ هل فكرت بعاقبةذلك في الدنيا والآخرة؟ هل فكرت في الفضيحة في الدنيا قبل الآخرة؟ هل فكرت في موقفأهلك وزوجك وأولادك وفضيحتهم بين الناس لو إنكشف أمرك؟ هل فكرت بالعار الذي سيلحقبهم؟ هل فكرت ماذا سيكون لهم بعد ذلك وكيف سيواجهون الناس وقد سودت وجوههم بجريمتكهذه؟ إن موتك أو قتلك أهون عليهم بكثير من وقوعك بمثل هذه الفاحشة فاتقي الله وتوبيإليه وابتعدي عن هذا العمل المخزي قبل أن يفتضح أمرك أو أن تموتي وأنت مصرة على هذهالفاحشة القبيحة.
وأخيراً..
اعلموا يا من إبتليتم بالزنا رجالاً ونساءً أن الله يراكم، فاحذروا أن تجعلوهأهون الناظرين إليكم وأحقر المطلعين عليكم وتجعلون هذه الشهوة الحيوانية وهذه اللذةالفانية تنسيكم عظمة مولاكم وإطلاعه عليكم، إنكم لا تستطيعون أن تفعلوا هذه الفاحشةالقبيحة أمام أي إنسان حتى ولو كان طفلاً صغيراً ولكنكم مع الأسف الشديد ترتكبونهاأمام العلي الكبير جبار السموات والأرض، فأين تعظيم الله في قلوبكم؟ أين صدقالإيمان؟ أين الاستجابة للرحمن؟ أما استشعرتم عظمة الجبار؟ أما تخافون غضب القهار؟
وهل نسيتم الموت وسكراته والقبر والصراط وزلته والحساب وشدته هل نسيتم النار ومافيها من العذاب إن أمامكم أهوال عظيمة لا يعلم عظمها إلا الله لا طاقة لكم فيها ولنتتحملوها، فلا تجعلوا هذه الشهوة الفانية تنسيكم كل هذه الأهوال التي أمامكموتنسيكم عظمة ربكم وتنسيكم مصيركم ومآلكم، ووالله إنكم لأضعف من أن تتحملوا شيئاًمن عذاب الله فلا تتمادوا في معصيته، ووالله إن شهوات الدنيا كلها لا تساوي ضمة منضمات القبر فكيف بما بعده من العذاب، ولا خير والله في شهوة بعدها النار والدمارفتوبوا إلى الله قبل أن لا تستطيعوا أن تتوبوا وقبل أن تندموا في وقت لا ينفع فيهالندم.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضي وجعلنا جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعونأحسنه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
6-الربا:أيها الناس اتقوا الله تعالى واحذروا أسباب سخطه وعقابه احذروا ما حذركم الله منه إن كنتم مؤمنين واحذروا الربا فإنه من أسباب لعنة الله تعالى ومقته إن الربا من أكبر الكبائر التي حذر الله تعالى عنها في كتابه وحذر رسول الله عنها في سنته وأجمع المسلمون على تحريمها ، اسمعوا قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله [البقرة:278-279]. اسمعوا قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعفا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون [آل عمران:130-132]. واسمعوا قول الله تعالى: الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم [البقرة:275-276]. اسمعوا هذه الآيات وافهموها وعوها ونفذوها فإن لم تفهموها فاسألوا أهل اذكر إن كنتم لا تعلمون أو طالعوا ما قاله المفسرون فيها إن كنتم تقدرون لقد قال شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله تفسير الآية الثالثة : ذكر الظالمين أهل الربا والمعاملات الخبيثة وأخبر أنهم يجازون بحسب أعمالهم فكما كانوا في الدنيا في طلب المكاسب الخبيثة كالمجانين عوقبوا في البرزخ والقيامة بأنهم لا يقومون من قبورهم أو يوم بعثهم ونشورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس أي من الجنون والصرع ، ولقد صدق رحمه الله تعالى فإن المرابين كالمجانين لا يعون موعظة ولا يرعون عن معصية نسأل الله لنا ولهم الهداية .
أيها الناس اسمعوا ما صح عن رسول الله من حديث جابر أن النبي : ((لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء))، رواه مسلم ، اسمعوا ما صح عنه من حديث سمرة بن جندب أن النبي :((رأى في منامه نهرا من دم فيه رجل قائم وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رماه الرجل الذي على شط النهر بحجر في فمه فرده حيث كان فجعل الرجل في نهر الدم كلما جاء ليخرج رماه الرجل الذي على شط النهر بحجر في فمه فيرجع كما كان فسأل النبي عن هذا الرجل الذي رآه في نهر الدم فقيل هذا آكل الربا)) رواه البخاري ، اسمعوا ما رواه أحمد من حديث أبي هريرة أن النبي :((أتى ليلة أسري به على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء أكلة الربا))، واسمعوا ما جاء في الحديث: ((الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه)) رواه الحاكم وله شواهد.
أيها المسلمون : لقد بين رسول الله لأمته الربا أين يكون وكيف يكون بيانا شافيا واضحا إلا لمن به مرض أو عمى لقد قال رسول الله : ((الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد فمن زاد أو استزاد فقد أربى الآخذ والمعطي فيه سواء)) رواه مسلم . وفي لفظ له فإذا اختلفت هذه الأصناف الستة إذا بيع الشيء منه بجنسه مثل أن يباع الذهب بالذهب فلا بد فيه من شرطين اثنين أحدهما أن يتساويا في الوزن والثاني أن يتقابض الطرفان في مجلس العقد فلا يتفرقا وفي ذمة أحدهما شيء للآخر فلو باع شخص ذهبا بذهب يزيد عليه وزنا ولو زيادة يسيرة فهو ربا حرام والبيع باطل. ولو باع ذهبا بذهب مثله في الوزن ولكن تفرقا قبل القبض فهو ربا حرام والبيع باطل. وبين رسول الله أن هذه الأصناف الستة إذا بيع أحدها بجنس آخر فلا بأس أن يكون أحدهما أكثر من الآخر ولكن لا بد من التقابض من الطرفين في مجلس العقد بحيث لا يتفرقان وفي ذمة أحدهما للآخر شيء. فلو باع ذهبا بفضة وتفرقا قبل القبض فهو ربا حرام والبيع باطل.
أيها الناس لقد كان التعامل سابقا بالذهب والفضة وأصبح التعامل الآن بالأوراق النقدية بدلا عنها والبدل له حكم المبدل فلا يجوز التفرق قبل القبض إذا أبدلت أوراقا نقدية بجنسها أو بغير جنسها فلو قلت لشخص خذ هذه الورقة ذات المائة اصرفها لي بورقتين ذواتى خمسين فإنه يجب أن تسلم وتستلم قبل التفرق فإن تأخر القبض من الطرفين أو أحدهما فقد وقعا في الربا، ولقد صار من المعلوم عند الناس أنك لو أخذت من شخص مائة ريال من النقد الورقي بمائة وعشرة مؤجلة إلى سنة أو أقل أو أكثر لكان ذلك ربا وهذا حق فإن هذه المعاملة من الربا الجامع بين ربا الفضل وربا النسيئة بين الربا المقصود والذريعة ولكن من المؤسف أن كثيرا من المسلمين صاروا يتحيلون على هذا الربا بأنواع من الحيل، والحيلة أن يتوصل الشخص إلى الشيء المحرم بشيء ظاهره الحل فيستحل محارم الله بأدنى الحيل.
وإن الحيلة على محارم الله تعالى خداع ومكر إنها خداع ومكر يخادع بها العبد ربه يخادع بها من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور أفيظن هذا المخادع الذي لاذ بخديعته أن أمره سيخفى على الله أفلا يقرأ قول الله تعالى: واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه [البقرة:235]. أليس في نيته وقرارة نفسه أنه يريد ما حرم الله ولكن يكسوه بثوب من الخداع والمكر لا ينطلي إلا على مثله ممن جعل الله على بصره غشاوة.
إن الحيل على الربا كثيرة ولكن أكثرها شيوعا أن يجيء الرجل لشخص فيقول له إني أريد كذا وكذا من الدراهم فهل لك أن تدينني العشر أحد عشر أو إثنى عشر أو أقل أو أكثر حسب ما يتفقان عليه ثم يذهب الطرفان إلى صاحب دكان عنده بضاعة مرصوصة معدة لتحليل الربا قد يكون لها عدة سنوات إما خام أو سكر أو رز أو هيل أو غيرها مما يتفق عند صاحب الدكان أظن أن لو وجدا عنده أكياس سماد يقضيان بها غرضهما لفعلا فيشتريها الدائن من صاحب الدكان شراء صوريا لا حقيقيا أقول شراء صوريا لا حقيقيا لأنه لم يقصد السلعة من الأصل بل لو وجد أي سلعة يقضي بها غرضه لاشتراها ثم هو لا يقلب السلعة ولا يمحصها ولا يكاسر في الثمن وربما كانت السلعة معيبة أفسدها طول الزمن أو أكلتها الأَرَضَةُ وهو لا يعلم ثم بعد هذا الشراء الصوري يتصدى لقبضها الصوري أيضا فيعدها وهو بعيد عنها وربما أدرج يده عليها تحقيقا للقبض كما يقولون ثم يبيعها على المدين بالربح الذي اتفقا عليه ولا أدري هل يتصدى المدين لقبضها ذلك القبض الصوري قبل بيعها على صاحب الدكان فإذا اشتراها صاحب الدكان سلم للمدين الدراهم وخرج بها قال شيخ الإسلام ابن تيميه من 109من كتاب إبطال الحِيَل لقد بلغني أن من الباعة من أعد بزا لتحليل الربا فإذا جاء الرجل إلى من يريد أن يأخذ منه ألف بألف ومائتين ذهب إلى ذلك المحلل فاشترى منه المعطي ذلك البز ثم يعيده للآخذ ثم يعيده الآخذ إلى صاحبه وقال فيه أيضا فيا سبحان الله العظيم أيعود الربا الذي قد عظم الله شأنه في القرآن وأوجب محاربة مستحله ولعن آكله وموكله وكاتبه وشاهديه وجاء فيه من الوعيد ما لم يجئ في غيرها إلى أن يستحل بأدنى سعي من غير كلفة أصلا إلا بصورة عقد هي عبث ولعب وقد ذكر شيخ الإسلام هذه المسألة أيضا في الفتاوي (جمْع ابن قاسم ص441ج29) وقال هي من الربا الذي لا ريب فيه مع أن هذه الحيلة الربوية التي شاعت بين الناس تتضمن محاذير:
الأول: أنها خداع ومكر وتحيل على محارم الله والحيلة لا تحلل الحرام ولا تسقط الواجب ولقد قال بعض السلف في أهل الحيل يخادعون الله كما يخادعون الصبيان لو أتوا الأمر على وجهه لكان أهون.
المحذور الثاني: أنها توجب التمادي في الباطل فإن هذا المتحيل يرى أن عمله صحيح فيتمادى فيه أما من أتى الأمر الصريح فإنه يشعر أنه وقع في هلكة فيخجل ويستحي من ربه ويحاول أن ينزع من ذهبه ويتوب إلى ربه.
المحذور الثالث : أن السلعة تباع في محلها بدون قبض ولا نقل وهذا معصية لرسول الله فعن زيد بن ثابت أن النبي :((نهى أن تباع السلع حيث تبتاع)) يعني في المكان الذي اشتريت فيه حتى يحوزها التجار إلى رحالهم رواه أبو داود والدارقطني ويشهد له حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((كان الناس يتبايعون الطعام جزافا بأعلى السوق فنهاهم النبي أن يبيعوه حتى ينقلوه)) رواه البخاري.
وقد يتعلل بعض الناس فيقول إن عد هذه الأكياس قبض لها فنقول إذا قدرنا أنه قبض فهل هو نقل وحيازة والنبي :((نهى عن بيع السلع حتى تحاز إلى الرحال)) ثم هل جاء في السنة أن مجرد العد قبض إن القبض هو أن يكون الشيء في قبضتك وذلك بحيازته إلى محلك بالإضافة إلى عده أو كيله أو وزنه إن كان يحتاج إلى ذلك.
فيا عباد الله اتقوا الله تعالى واحذروا التحيل على محارمه واعدلوا عن المعاملات الحرام إلى المعاملات الحلال إما بطريق الإحسان إلى المحتاجين بإقراضهم وإما بالسلم الذي تسمونه الكتب تعطونه دراهم بسلعة في ذمته يسلمها لكم وقت حلولها وإما ببيع السلعة التي يحتاجها بعينها إذا كان يحتاج لسلعة معينة كفلاح يحتاج لمكينة وهي عندك فتبيعها عليه بثمن مؤجل أكثر من ثمنها حاضرا وكشخص محتاج لسيارة فتبيعها عليه بثمن مؤجل أكثر من ثمنها حاضرا.
والمعاملات البديلة عن تلك المعاملة المحرمة كثيرة ومن أراد استيضاحها فليسأل عنها أهل العلم ، وفقني الله وإياكم للهدى والتقى والعفاف والغنى وحمانا مما يغضبه إنه جواد كريم .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
بســــم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى (( " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {275} يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ {276} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {277} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {278} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ {279} وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {280} وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {281} ))0
*** -وعن ابن مسعود أن النبي قال: " بين يدي الساعة يظهر الربا والزنى والخمر".-أكل الربا يعرض صاحبه لحرب الله ورسوله، فيصير عدوا لله وسوله، قال الله تعالى " ‏فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ".

-خطــــــورة الربـــا، والأضــــرار المترتبـــــة عنه:

1) أكل الربا يعرض صاحبه لحرب الله ورسوله، فيصير عدوا لله وسوله، قال الله تعالى " ‏فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ".
قيل المعنى: إن لم تنتهوا فأنتم حرب لله ولرسوله، أي أعداء. ‏فهي الحرب بكل صورها النفسية والجسدية، وما الناس فيه الآن من قلق واكتئاب وغم وحزن إلا من نتاج هذه الحرب المعلنة لكل من خالف أمر الله وأكل بالربا أو ساعد عليها، فليعد سلاحه إن استطاع، وليعلم أن عقاب الله آت لا محالة إن آجلا أو عاجلا، وما عهدك بمن جعله الله عدوا له وأعلن الحرب عليه رب سلم.

2) آكل الربا ملعون ومطرود من رحمة الله هو ومن أعانه على ذلك، قال " آكل الربا، وموكله ، وكاتبه، وشاهداه، إذا لمسوا ذلك، والواشمة، والموشومة للحسن، ولاوي الصدقة، والمرتد أعرابيا بعد الهجرة، ملعونون على لسان محمد يوم القيامة ".3) أكل الربا من الموبقات قال الله تعالى : " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " قال ابن عباس في قوله: " الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش " قال : أكبر الكبائر الإشراك بالله عز وجل ، قال الله عز وجل " ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة " ثم قال : وأكل الربا لأن الله عز وجل يقول " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " [ قال الهيثمي في المجمع : رواه الطبراني وإسناده حسن ].
وحقيقة الكبيرة أنها كل ذنب ورد فيه وعيد شديد، وقد جاء مصرحا بهذا في الصحيحين وغيرهما فعد رسول الله أكل الربا من السبع الموبقات. قال " اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله ، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات " [3]
4) وظهور الربا سبب لإهلاك القرى ونزول مقت الله وغضبه، قال " إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله " [ أخرجه الطبراني في الكبير الحاكم في المستدرك عن ابن عباس، صححه الألباني في صحيح الجامع [679] ] .

5) وأكل الربا من أسباب المسخ، وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي أمامة وابن عباس " والذي نفس محمد بيده ليبيتن ناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم والقينات وشربهم الخمر وأكلهم الربا ولبسهم الحرير" [ رواه عبد الله بن الإمام أحمد في المسند وكذا ابن أبي الدنيا كما ذكره ابن القيم في إغاثة اللهفان ]

6) الربا أشد من ستة وثلاثين زنية ، قال " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم ، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية " [وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (3375) ]
• وفي لفظ عند البيهقي من حديث ابن عباس " درهم ربا أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به ".• وأخرج ابن أبي الدنيا البيهقي عن أنس قال: " خطبنا رسول الله ، فذكر الربا وعظم شأنه، فقال: إن الرجل يصيب درهما من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم ".
وأخيـرا فإن مآل الربا إلى قلة وخسران كما جاء عن ابن مسعود عن النبي قال " ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة " [ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ].
-لقد حرم الله تعالى الربا في كتابه العزيز بآيات بينات واضحات0
7-الغلول: الحمد لله ذي الكبرياء و العزة والجلال ، تفرد سبحانه بالأسماء الحسنى وبصفات الكمال ، أحمده سبحانه وتعالى وأشكره عظم من شأن حرمة المال ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا وسيدنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما خطر ذكره على بال وما تغيرت الأيام والأحوال .أما بعد : فاتقوا الله عباد الله فتلك وصية ربكم لكم حيث قال : } يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {([1]).أمة الإسلام تحدثت في الخطبة الماضية عن حرمة مال الفرد المسلم وبينت عظم جرم أكل ذلك المال واليوم أود الحديث إليكم عن الجانب الآخر وهو حرمة مال المسلمين عامة ؛ وهي ما تعرف اليوم بمال الدولة أو المال العام وأتحدث عن هذا الموضوع لأن هناك فئة من الناس لبس عليهم عدوهم إبليس وظنوا أنه من حقهم أن يستخدموا المال العام في أمورهم الخاصة أو أن يأخذوا من هذا المال ؛ واستمعوا لخير الورى يحذر في هذا الأمر أشد التحذير أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ tقَالَ اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْأُتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ : هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، قَالَ: ((فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ)) ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ثَلَاثًا(2) ؛ فانظر يا رعاك الله هذا رجل أدى مال المسلمين كاملاً وأخذ ما أهدي إليه غضب من فعله ذاك رسول الله فكيف بمن أخذ من مال المسلمين ؛ قولوا لكل من أخذ هدية بسبب منصبه ووجاهته انظر إلى حالك بعد يوم واحد من التقاعد كيف يكون حالك ترى الذي أهداك بالأمس لا يكاد يلقي عليك السلام ، فهل كانت هديته لمحبة أم لأمر أخر ؟ فليعتبر من هم اليوم في مناصب ووجاهات بمن سبق قبل أن يعتبر بهم من بعدهم ، قولوا لمن يقبل الهدايا أو الرشاوى في علمه وهو يظن أن لم يره أحد ؟ قولوا له إن لم يراك البشر فإن رب البشر يراك . وإن لم تتب من عملك المشين ذلك فستفضح على رؤوس الخلائق من لدن آدم عليه السلام إلى آخر ما خلق الديان فمن أخذ ظرفاً فيه مبلغ من المال أتى به يحمله على عنقه ، ومن أخذ سيارة يأتي بها على عنقه، ومن أخذ أرضاً يأتي بها على عنقه وهكذا... فمستقل ومستكثر ، وقد يقول قائل ما بال هذا الشيخ يشدد على عباد الله وقد قبل رسول الله والخلفاء الراشدون الهدية ؟ فأقول له : قال مثل هذا القول قوم لعمر بن عبد العزيز واستمع للقصة كما ذكرها صاحب الفتح : "اِشْتَهَى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز التُّفَّاح فَلَمْ يَجِدْ فِي بَيْته شَيْئًا يَشْتَرِي بِهِ , فَرَكِبْنَا مَعَهُ , فَتَلَقَّاهُ غِلْمَان الدَّيْر بِأَطْبَاقِ تُفَّاح , فَتَنَاوَلَ وَاحِدَة فَشَمَّهَا ثُمَّ رَدَّ الْأَطْبَاق , فَقُلْت لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ : لَا حَاجَة لِي فِيهِ , فَقُلْت : أَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّه وَأَبُو بَكْر وَعُمَر يَقْبَلُونَ الْهَدِيَّة ؟ فَقَالَ : إِنَّهَا لِأُولَئِكَ هَدِيَّة وَهِيَ لِلْعُمَّالِ بَعْدهمْ رِشْوَة "(3) . معاشر المتقين إن الأمر جد خطير وليس مما يتهاون فيه أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَسْوَدُ مِنْ الْأَنْصَارِ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْبَلْ عَنِّي عَمَلَكَ قَالَ: ((وَمَا لَكَ؟)) قَالَ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا.قَالَ: ((وَأَنَا أَقُولُهُ الْآنَ مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَلْيَجِئْ بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَ وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى))(4) ؛ أتدرون ما الغلول؟ وما مصيبة الغلول؟ الغلول ولو لشيء يسير قد يذهب بالحسنات العظام بل حتى بالجهاد في سبيل الله أخرج البخاري أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ وَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً إِنَّمَا غَنِمْنَا الْبَقَرَ وَالْإِبِلَ وَالْمَتَاعَ وَالْحَوَائِطَ ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى وَادِي الْقُرَى وَمَعَهُ عَبْدٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ أَهْدَاهُ لَهُ أَحَدُ بَنِي الضِّبَابِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ حَتَّى أَصَابَ ذَلِكَ الْعَبْدَ فَقَالَ النَّاسُ هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((بَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا)) فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِرَاكٍ أَوْ بِشِرَاكَيْنِ فَقَالَ هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ))(5)؛ وهذا دليل على أنه من أسباب عذاب القبر فقولوا لمن يستخدم الأموال العامة في قضاء مصالحه الخاصة اتق الله فإنه لا يجوز لك ؛ هناك طائفة من الموظفين إذا أراد أن يتكلم في الهاتف لغرضه الخاص ويكون الاتصال على هاتف جوال فإنه يضه هاتفه الجوال جانباً ويستخدم هاتف المصلحة التي هو فيها حتى يحمل التكلفة على المصلحة ولا يتحملها هو ، ومنهم من يستخدم السيارة التي أعطيت له من قبل العمل لقضاء مصالح العمل في قضاء مصالحه الخاصة ، أو يستخدم موظفاً يأخذ راتبه من قبل جهة العمل لقضاء حاجاته الخاصة فيستخدم سائق المصلحة على سبيل المثال في توصيل الأولاد إلى المدارس والعودة بهم ، أو في شراء احتياجات البيت من السوق، أو في تسديد الفواتير وهكذا... فأقول له : هذا موظف يأخذ مرتبه من مال المسلمين أو من المؤسسة التي يعمل بها لا لخدمتك خاصة وإنما لخدمة المصلحة عامة فبأي حق حولت خدماته لك بشكل خاص ؟ هل هذا هو ردك لجميل من وثق بك وبأمانتك ووضعك في هذا المكان ؟ أقول له : استمع لتطبيق السلف لمبدأ الورع عن المال العام ؛ فهذا عمر بن عبد العزيز جاءه أحد الولاة وأخذ يحدثه عن أمور المسلمين وكان الوقت ليلاً وكانوا يستضيئون بشمعة بينهما ، فلما انتهى الوالي من الحديث عن أمور المسلمين وبدأ يسأل عمر عن أحواله قال له عمر : انتظر فأطفأ الشمعة وقال له : الآن اسأل ما بدا لك ، فتعجب الوالي وقال : يا أمير المؤمنين لما أطفأت الشمعة ؟ فقال عمر : كنت تسألني عن أحوال المسلمين وكنت أستضيء بنورهم ، وأما الآن فتسألني عن حالي فكيف أخبرك عنه على ضوء من مال المسلمين ، جاءوا له بزكاة المسك فوضع يده على أنفه حتى لا يشتم رائحته – ورعاً عن المال العام – فقالوا يا أمير المؤمنين إنما هي رائحة ؛ فقال: وهل يستفاد منه إلا برائحته ؛ الله أكبر فأين من نظر للمال العام بأنه غنيمة باردة فأخذ ينهب منها بغير حساب من مثل هذه القدوات والقصص في هذا المجال كثيرة ولنرجع لسيرة أبي بكر وعمر وغيرهما لنجد فيها الكثير الكثير .أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : }وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ()مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ{(6) .


وبعد:فاتقوا الله عباد الله وإني أوصيكم ونفسي ولست بخيركم أن نتقي الله في المال العام الذي بين أيدينا؛ وإني أعلم أيها الأحبة في الله أن بعضنا قد يأخذ من المال العام لا على سبيل قصد السرقة والغلول ولكن على سبيل التساهل وعدم الالتفات إلى القضية على اعتبار أنها من المحقرات ؛ فأقول أيها الأحبة في الله لا بد لنا من الحيطة والحذر قبل أن نُفجأ في ذلك اليوم العظيم بتكاثر تلك المحقرات على رقابنا فيطول حسابنا وقد تعظم الندامة ويتمنى المرء في تلك اللحظات أن لو دفع ماله كله ولا يقف مثل ذلك الموقف ويدخل فى الغلول أستخدام أغراض الشركة أو المكان الذى تعمل فيه للغرض الشخصى بدون تصريح مثل استخدام التليفون فى العمل للغرض الشخصى وحتى الأوراق و الأقلام وما شابه ذالك ... ؛ وإني لأعرف رجالاً إذا تسلم أحدهم مرتبه أخرج نسبة منه تطهيراً له من تقصير ارتكبه في عمله أو لاستخدامه بعض مرافق العمل لأمور خاصة أسأل الله العلي العظيم أن يطيب كسبنا وكسبكم وأن يصلح نياتنا ونياتكم وأن يرزقنا وإياكم تقواه وخشيته ظاهراً وباطناً ، إنه سميع قريب مجيب.

-----------------------
([1] ) آل عمران:102.(2)البخاري،كتاب الهبة..،ح(2407).(3) فتح الباري،( بَاب مَنْ لَمْ يَقْبَلْ الْهَدِيَّة لِعِلَّةٍ ).(4) مسلم،الإمارة،ح(3415).(5)البخاري،المغازي،ح(3908).(6 ) إبراهيم:42-43.8-النياحةعلى الميتثبت عن النبى أنه قال إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وفى روايه بما نيح عليه ولكن هناك تفصيل لهذا ...
فقد ورد عن النبي - - كما في حديث عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي - - يعوده مع عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهم، فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال:" قد قضى" قالوا: لا يا رسول الله فبكى النبي - - فلما رأى القوم بكاء النبي - - بكوا فقال:« أَلاَ تَسْمَعُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ، وَلاَ بِحُزْنِ الْقَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا - وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ - أَوْ يَرْحَمُ وَإِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ » (1).

وقد اختلف العلماء في الإجابة عن هذا الحديث على ثمانية أقوال، وأقربها إلى الصواب قولان:
الأول: ما ذهب إليه الجمهور(2)، وهو محمول على من أوصى بالنوح عليه، أو لم يوصِ بتركه،مع علمه بأن الناس يفعلونه عادةً، ولهذا قال عبدالله بن المبارك:( إذا كان ينهاهم في حياته ففعلوا شيئاً من ذلك بعد وفاته، لم يكن عليه شيءٌ)، والعذاب عندهم بمعنى العقاب.

الثاني: أن معنى « يُعَذَّبُ » أي يتألم بسماعه بكاء أهله ويرق لهم ويحزن، وذلك في البرزخ، وليس يوم القيامة؛ وإلى هذا ذهب محمد بن جرير الطبري وغيره، ونصره ابن تيمية، وابن القيم وغيرهما؛ وقالوا:( وليس المراد أن الله يعاقبه ببكاء الحي عليه، والعذاب أعم من العقاب كما في قوله - -:« الْسَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ »، وليس هذا عقاباً على ذنب، وإنما هو تعذيب وتألم)(3).

ورجـح هذا القول الإمام القـرافي (ت:684هـ) - رحمه الله تعالى - فقال:(وهذا الوجه عندي هو الفرق الصحيح، ويبقى اللفظ على ظاهره، ويستغنى عن التأويل، وتخطئة الراوي، وما ساعده الظاهر من الأجوبة كان أسعدها، وأولاها)(4).

قال الإمام النووي(ت:676هـ) - رحمه الله تعالى -:( وإلى هذا ذهب محمد بن جرير الطّبري وغيره. وقال القاضي عياض: وهو أولى الأَقوال, واحتجوا بحديث فيه أن النبي - - زجر امرأة عن البكاء على أبيها وقال: « إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا بَكَى اسْتَعْبَرَ لَهُ صُوَيْحِبَهُ فَيَا عِبَادَ اللَّهِ لا تُعَذِّبوا إِخْوَانَكُمْ » (5).
وقد حكى النووي - رحمه الله تعالى - إجماع العلماء على اختلاف مذاهبهم، على أن المراد بالبكاء الذي يعذب الميت هو البكاء بصوت ونياحة، لا بمجرد دمع العين(6).
والله تعالى أعلم وأحكم والخلاصة والله أعلم أن عذاب الإيلام بسبب رقة الميت على بكاء أهله ونياحتهم صحيح و العقاب أيضا" صحيح إذا أوصى بالنياحة عليه.. أو لم يوصٍ بترك النياحة وكانت من عادة القوم... ويدرأ عنه العذاب أن يوصى بعدم النياحة


--------------------------
(1) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز: باب البكاء عند المريض(الفتح3/527برقم:1304)، وأخرجه مسلم في كتاب الجنائز: باب البكاء على الميت(2/636برقم:924).
(2) المجموع (5/282)، المغني(3/494)، شرح مسلم للنووي(5/325)، نيل الأوطار(4/125).
(3) أحكام الجنائز للألباني(ص:41-42).
(4) الفروق للقرافي(2/296).
(5) شرح مسلم للنووي(5/325)؛ وانظر سبل السلام(2/235).
(6) المجموع (5/282)، وانظر نيل الأوطار(4/128).


mahmoud elesaway
mahmoud elesaway
عضو ماسي
عضو ماسي

ذكر عدد المساهمات : 1524
العمر : 31
الموقع : http://chemineverthing.ahlamontada.net/
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : رايق
تاريخ الميلاد : 12/07/1992
تاريخ التسجيل : 07/02/2011

http://chemineverthing.ahlamontada.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) Empty رد: الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه)

مُساهمة من طرف mahmoud elesaway الخميس أغسطس 25, 2011 4:11 pm



و هناك أسباب أخرى كثير ولكنى ذكرت أشهرها ومن هذه الأسباب:



1ـ النمام والمغتاب والكذاب وشاهد الزور وقاذف المحصنات..

2ـالداعي الي بدعه فكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار.

3ـالقائل علي الله ورسوله ما لاعلم له به.

4ـ اكل الربا واكل اموال اليتامي واكل السحت من الرشوة.

5ـ شارب المسكر واكل لقمه الشجرة الملعونه (( الحشيش ))..

6ـ الزاني والائط والسارق والخائن والغادر والمخادع والماكر ..

7ـ اخد الربا ومعطيه وكاتبه وشاهداه والمحلل والمحلل له ..

8ـ المحتال علي اسقاط فرائض الله وارتكاب محارمه ..

9ـ مؤذي المسلمين ومتتبع عوراتهم..

10ـ الحاكم بغير ما انزل الله والمبدل لشرع الله فيقدم القوانين الوضعيه علي حكم الله (( وهذه بهتان عظيم)) ..

11ـ المفتي بخلاف ما شرعه الله والمعين علي الاثم والعدوان..

12ـ قاتل النفس التي حرم الله والملحد في حرم الله ..

13ـ المعطل لحقائق اسماء الله وصفاته الملحد فيها ..

14ـ المقدم رايه وسياسته علي سنه رسول الله عليه الصلاه والسلام ..

15ـ النائحه والمستمع لها ..

16ـ ونواجي جهنم وهم المغنون الغناء الذي حرمه الله ورسوله والمستمع لهم..

17ـالذين يبنون المساجد علي القبور ويوقدون عليها القناديل والسرج..

18ـ المطففون في استيفاء مالهم اذا اخدوه وهضم ماعليهم اذا بدلوه..

19ـ الجبارون والمتكبرون واللذين يستعبدون الناس ..

20ـ المراءون والهمازون واللمازون والطاعنون في السلف..

21ـ الذين ياتون الكهنه والمنجمين فيسالونهم فيصدقونهم ..

22ـ اعوان الظلمه اللذين باعو اخرتهم بدنيا غيرهم ..

23ـ الذين اذا خوفتهم بالله وذكرتهم به لم يرعو ولم ينجزر واذا خوفتهم بمخلوق مثله خاف وارتعد وكف عما يقول فيه..

24ـ الذي اذا هدي بكلام الله ورسوله فلا يهتدي ويرفع راسه فاذا بلغه عما يحسن الظن فيه ممن يصيب ويخطئ عض عليه بالنواجد ولم يخالفه..

25ـ اللذي يقرا عليه القران فلا يؤثر فيه وربما استثقل عليه فاذا سمع قران الشيطان طاب سره وهاج من قلبه وود لو ان المغني لا يسكت..

26ـ اللذي يحلف بالله تعالي كذبا فاذا حلف بالبندق او براس شيخه او قريبه ويعظمه من المخلوقين لم يكذب ولو هدد وعوقب ..

27ـ الذييفتخر بالمعصيه ويتكاثر بها بين اخوانه واقاربه وهو المجاهر .

28ـ الذي لاتامنه علي مالك وحرمتك .

29ـ الفاحش اللسان البديئ الذيتركه الخلق اتقاء شره وفحشه ..

30ـ الذي يؤخر الصلاه الي وقتها وينقرها ولا يذكر الله بها الا قليلا ..

31ـ الذي لا يؤدي زكاه ماله طيبه بها نفسه ولا يحج مع قدرته علي الحج ..

32ـ الذي لا يؤدي ما عليه من الحقوق مع انه يقدر عليها

33ـ الذي لا يبالي بما حصل من مال حلال او حرام..

34ـ الذي لا يصل رحمه ولا يرحم المسكين ولا الارمله ولا اليتيم ولا الحيوان ويمنع الماعون ..

35ـ الذي يشتغل بعيوب الناس عن عيبه وبذنوبهم عن ذنبه ..

اسال الله تعالي ان لا نكون من هؤلاء الناس وان يظلنا الله في ظله يوم الموقف العظيم وشكرا لكم
mahmoud elesaway
mahmoud elesaway
عضو ماسي
عضو ماسي

ذكر عدد المساهمات : 1524
العمر : 31
الموقع : http://chemineverthing.ahlamontada.net/
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : رايق
تاريخ الميلاد : 12/07/1992
تاريخ التسجيل : 07/02/2011

http://chemineverthing.ahlamontada.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) Empty رد: الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه)

مُساهمة من طرف mahmoud elesaway الجمعة أغسطس 26, 2011 4:21 am

الأنسان ودخول القبر (حسابه-أسبابه-عذابه) 156752
mahmoud elesaway
mahmoud elesaway
عضو ماسي
عضو ماسي

ذكر عدد المساهمات : 1524
العمر : 31
الموقع : http://chemineverthing.ahlamontada.net/
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : رايق
تاريخ الميلاد : 12/07/1992
تاريخ التسجيل : 07/02/2011

http://chemineverthing.ahlamontada.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى